أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القضية الفلسطينية حاضرةٌ في مكانها في صدارة الأولويات العربية لان الجميع يدرك جيداً أن الاستقرار الدائم في المنطقة يتحقق فقط بتسوية عادلة تُفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الاعتقادٌ السائد بين الكثيرين بأن أزمات العرب صرفتهم عن قضيتهم الأخطر فإن هذا التصور لا يعكس الواقع، بقدر ما يُعبر عن أمنيات البعض في طمس القضية الفلسطينية وتمييعها.جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية /151/ لمجلس الجامعة العربية الذي عقد اليوم على المستوى الوزاري ،التي عقدت اليوم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية.
وحول الأوضاع العربية قال ابو الغيط انها لا زالت تواجه تحدياتٍ صعبة على مختلف الجبهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ،موضحا ان دول المنطقة لازالت تعيش أزماتٍ ممتدة لها تبعاتٌ إنسانية وأمنية تتجاوز حدودها، وتُلقي بظلالها على الوضع العربي برمته ،منوها في هذا السياق بثمة جهودٌ مخلصة لتسوية هذه الأزمات.
واشار الى ان هناك اقتناعا متزايدا لدى مختلف الأطراف بأن الحلول العسكرية لن تحسم هذه النزاعات ذات الطبيعة الأهلية، وأن الحلول السياسية وحدها هي الكفيلة بتحقيق استقرار على المدى الطويل يحفظ للدول وحدتها واستقلالها. واضاف ابو الغيط ان الجميع يعلم أن التئام جراح المجتمعات التي مزقها الصراع والإحتراب الداخلي تستلزم وقتاً وصبراً ونفساً طويلاً .
واكد ابو الغيط إن استعادة دورية القمة التنموية هو مؤشرٌ لا ينبغي اغفالُه على استعادة العمل العربي المشترك لحيويته وانتظام مساراته وتنشيط آلياته بعد سنوات تأثرت فيها هذه المسارات بواقع إلحاح الأزمات.
وقال إن انعقاد القمة العربية- الأوروبية في شرم الشيخ الشهر الماضي مؤشرٌ آخر على استعادة الجسد العربي لعافيته وحرصه على الانخراط النشط مع التجمعات والتكتلات العالمية.
وحول القمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري بتونس أعرب أبو الغيط عن تطلعه أن تضع هذه القمة المنطقة على بداية طريق الخروج من الأزمات، واستعادة الاتزان للوضع العربي بعد سنوات مؤلمة كلّفت الأمة كلها الكثير من أمنها واستقرارها ومقدراتها.