ابتلعت الفيضانات التي تضرب السودان منذ بضعة أيام ثلاثة مسنين من بين أكثر من مئة قتيل، فيما تسببت بتدمير 100 ألف منزل وتشريد مئات الآلاف من السودانيين، وثمة تحذيرات من تطورات أسوأ قد تتسبب بها الفيضانات في ظل ارتفاع منسوب النيل إلى مستوى غير مسبوق منذ قرن.
ونقل موقع «سكاي نيوز»، عن شاهد عيان قوله إن الرجال الثلاثة كانت أعمارهم فوق السبعين عاماً، وأحدهم مصاب بشلل جزئي وآخر مكفوف والثالث كان يعاني مرضاً عضالاً. وأوضح الشاهد أن الثلاثة كانوا يسكنون بشكل دائم وبسعر رمزي في وكالة إيواء بسوق المنطقة، وينامون مع عشرات الأشخاص في «عنبر مبني من مواد محلية». وارتفع عدد ضحايا الفيضانات إلى أكثر من 100 قتيل، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، فيما فقدت أكثر من 65 ألف أسرة المأوى، بعد أن دمرت مساكنهم كلياً أو جزئياً، وفقاً لموقع «العمقف المغربي». مستوى النيل ومع تسجيل منسوب النيل والنيلين الأزرق والأبيض أعلى مستوى منذ أكثر من 100 عام، اتسعت رقعة الفيضانات لتشمل 16 من ولايات البلاد الـ18. وتسببت الفيضانات كذلك بانهيار أكثر من 100 ألف منزل، وتشريد مئات الآلاف من السكان في معظم ولايات ومناطق البلاد. ودفع تفاقم الأوضاع بمجلس الأمن والدفاع السوداني إلى إعلان حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد 3 أشهر، كما قرر عد البلاد منطقة كوارث طبيعية، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من الولايات السودانية. 16 ولاية وتأثرت 16 ولاية سودانية بالفيضانات من أصل 18 في جميع أنحاء السودان، ما دعا مجلس الأمن والدفاع السوداني لإعلان حالة الطوارئ في طول البلاد وعرضها مدة ثلاثة أشهر، كما قرر عد السودان منطقة كوارث طبيعية، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات. وأدت الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الموسمية الغزيرة، ومعظمها خارج البلاد، في إثيوبيا المجاورة، إلى ارتفاع نهر النيل بنحو 17.5 متراً أواخر أغسطس، وهو أعلى مستوى وصل إليه منذ نحو قرن، وفقاً لوزارة الري السودانية. وقالت الوزارة إن منسوب مياه النيل الأزرق أعلى من مستويات فيضان عام 1988 والذي دمر عشرات الآلاف من المنازل في أجزاء عدة من السودان، وشرد أكثر من مليون شخص. كما حذرت وكالات من أنه من المتوقع أن يزداد الوضع سوءاً خلال الأسابيع المقبلة، حيث من المتوقع هطول أمطار فوق المتوسط حتى نهاية سبتمبر.وقالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية السودانية لينا الشيخ إن أكثر من نصف مليون سوداني تضرروا من الفيضانات التي شملت معظم الولايات. وبحسب مصادر إعلامية متطابقة، فقد تجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام، الأرقام القياسية التي رصدت خلال الفترة من 1946 وحتى 1988 مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع. وكان رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، أكد الأحد الماضي، أن مناسيب النيل وروافده هذا العام وبحسب وزارة الري والموارد المائية غير مسبوقة منذ 1912. كما أشار إلى أن فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات. ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو ويستمر حتى أكتوبر، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنوياً فيضانات وسيولاً. وكانت لجنة الفيضانات في وزارة الري والموارد المائية السودانية حذرت أول من أمس من أن البلاد تواجه المزيد من السيول، مشيرة إلى أن محطة الخرطوم سجلت أعلى مستوى لمياه النيل الأزرق بلغ 17.58 متراً.