مع دخول الحرب في سوريا عامها التاسع في مارس الجاري، لا يزال بشار الأسد ممسكا بالسلطة كرئيس للبلاد، لكن هذه الحرب التي وضعت أوزارها تقريبا، نثرت بذور 3 حروب جديدة على مدار 8 سنوات من الصراع.
ورسمت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية صورة قاتمة لمستقبل سوريا، لا سيما في ظل إحكام 3 قوى رئيسية سيطرتها على جغرافيا البلاد، هي القوات السورية الحكومية، وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا.
وذكرت المجلة أن وجود هذه القوى الثلاثة على أرض واحدة يحمل نذر نشوب ثلاثة حروب جديدة في سوريا، خصوصا أن لكل منها أجندة مختلفة تماما ويناصب بعضها بعضا العداء.
وتنقسم سوريا اليوم إلى 3 مناطق مستقلة تقريبا، بحكم الأمر الواقع: الأولى وتخضع لسيطرة القوات الحكومية بحماية روسية ودعم إيراني، وتشكل 60 بالمئة من مساحة البلاد.
أما المنطقة الثانية فتخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي سوريا، وتشكل حوالي 30 في المئة، فيما تسيطر تركيا والفصائل الموالية لها على 10 بالمئة من الأراضي شمالي البلاد.
وتقول "فورين بولسي" إن أكثر المناطق هشاشة بين الكيانات الثلاثة، من حيث الترتيبات الداخلية والعلاقات مع القوى الخارجية، هي المنطقة التي تسيطر عليها القوات التركية.
وعلى الرغم من الاتفاق التركي الروسي بإقامة منطقة آمنة فيها في سبتمبر 2018، تبقى مناطق سيطرة الأتراك قابلة للاشتعال في أي لحظة، لا سيما أنها تضم فصائل متشددة مثل القاعد وجبهة النصرة.
كما أن القوات التركية تواجه هجمات متكررة في عفرين بدعم من وحدات حماية الشعب الكردية. وأشارت تقارير إلى وقوع 220 هجوما في منطقة عفرين ضد القوات التركية والقوات المتحالفة معها بين مارس 2018 ويناير 2019.
أما المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية فتشهد هجمات موجه من الخارج، إذ قتل 236 شخصا من القوات الكردية والمدنيين منذ أغسطس 2018 في حوادث لا صلة لها بالمعارك مع تنظيم داعش.
وتلقي القوات الكردية باللائمة على تركيا في عمليات القتل التي وقعت في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، ومن بنيها عمليات اغتيال استهدفت قيادات كردية بارزة، وتفجير سيارات مفخخة.
وتشير المجلة إلى أن هذه المنطقة ستبقى على اشتعال دائم، في ظل تصنيف تركيا لقوات سوريا الديمقراطية على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
ومن غير المستبعد أيضا أن تشهد المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية صراعا على النفوذ بين القوات المحلية وتلك الأجنبية الداعمة لها، مثل ميليشيات حزب الله والقوات الإيرانية إلى جانب القوات الروسية.
وتوقعت "فورين بوليسي" أن يكون للسخط الشعبي على الأسد دوره أيضا في المناطق التي يسيطر عليها، بعد 8 سنوات من الحرب أثقلت كاهل السوريين، وينتظرون حلا للمعاناة التي يعيشونها منذ سنوات.