عقوبات "قاسية" قد تنهي التحالف الأميركي التركي "إلى الأبد"

تستعد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض عقوبات، توصف بـ"القاسية"، على تركيا، تشمل إنهاء مشاركتها في برنامج مهم خاص بطائرات حربية مقاتلة، حيث تتهيأ أنقرة لتسلم أنظمة دفاع جوي روسية.

ومنذ ما يقرب من عامين، حذرت الولايات المتحدة الحكومة التركية من شراء منظومة صواريخ إس-400 الدفاعية الروسية الضخمة.  

وتوعدت واشنطن "بفرض عقوبات قد تزيد من شلل الاقتصاد التركي، وتقييد دور تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعدول عن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا إلى الأبد، في حال تسلم الأخيرة لمنظومة إس-400 الروسية"، حسبما ذكر مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ورغم ذلك، تستعد تركيا لتسلم المنظومة إس-400 قريبا، حسبما قال الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويقول الكاتب الأميركي المتخصص في السياسية الخارجية والأمن القومي جوش روغين إن قرار أردوغان بالمضي قدما في شراء حكومته أنظمة  إس-400، في تحد مباشر للكونغرس والحكومة الأميركية، لا يتعلق فقط بالولايات المتحدة وتركيا.

وأضاف "بل بمصداقية سياسة العقوبات الأميركية في جميع أنحاء العالم، فأردوغان خالف تعهدات فريق ترامب بتطبيق القانون على أي دولة تستخدم الصناعة الدفاعية الروسية".

وأكد روغين أنه علم من العديد من المسؤولين أن الإدارة الأميركية تعد لعقوبات "قوية سيتم تفعيلها بعد فترة قصيرة من تأكيد تركيا تسلمها إس 400"، قائلا: "لا يستطيع أردوغان أن يقول إنه لم يتم تحذيره".

وكان أردوغان قال، الشهر الماضي، إن ترامب أبلغه بأنه لن يتم فرض عقوبات بسبب الصفقة الروسية، بعد أن قال ترامب إن أسلوب التعامل مع تركيا في هذا الملف لم يكن منصفا.

والشهر الماضي أيضا، قالت السفيرة الأميركية لدى الناتو كاي بايلي هاتشيسون: "لقد قلنا مرارا في مناسبات عدة إنه سيكون هنالك عواقب ليست جيدة لتركيا، وللولايات المتحدة أيضا، لكنها عواقب ضرورية. ليس لدينا خيارات أخرى".

وبالإضافة إلى العقوبات المفروضة بموجب قانون عام 2017 المعروف باسم "مكافحة خصوم أميركا (كاتسا)"، والذي قد يؤثر على قطاعات واسعة من الاقتصاد التركي، تواجه تركيا أيضا الاستبعاد الكامل من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35.

يقول جوش روغين، في مقاله بصحيفة واشنطن بوست: "يبدو قرار إف-35 واضحا، فالولايات المتحدة لن تسمح لتركيا بحيازة النظامين في نفس المساحة الجغرافية".

ونقل عن هاتشيسون قولها: "يمكنك الحصول على إس-400 أو إف-35، لكن لا يمكنك الحصول على الاثنين".

وفيما يتعلق بالعقوبات الأوسع، هناك مجموعة أخرى يمكن للإدارة الاختيار من بينها. وينص التشريع على فصل الكيانات التركية عن المؤسسات المالية الأميركية، ومنع منح التأشيرات للمسؤولين أو التنفيذيين الأتراك، وتجميد أصولهم الأميركية، وعرقلة قدرة تركيا على جمع الأموال في المؤسسات الدولية وغيرها.

وتابع الكاتب الأميركي، قائلا: "ورغم عدم اتخاذ قرارات نهائية بشأن العقوبات على تركيا، أخبرني المسؤولون أن رد الإدارة سيكون قاسيا".

ويوافق الكونغرس على العقوبات القاسية لتركيا. ففي يونيو الماضي، أصدر مجلسا النواب والشيوخ بالإجماع قرارا يدعو إدارة ترامب إلى فرض عقوبات صارمة ضد تركيا إذا لم يتراجع أردوغان عن شراء المنظومة الروسية.

ونقل الكاتب عن عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، روبرت مينينديز (نيوجيرزي) قوله إن "القانون واضح ولا لبس فيه، وكما حذرنا مرارا وتكرارا، فقد يكون لهذه العقوبات عواقب وخيمة على الاقتصاد والدفاع في تركيا".

الاكثر من أخبار عالمية

أخبار محلية

  • شرطة دبي تغلق 4 مطابع لطباعتها بطاقات "المساج"

    دعت القيادة العامة لشرطة دبي أفراد المجتمع إلى الإبلاغ عن الممارسات السلبية ومنها توزيع أو إلصاق بطاقات الترويج لخدمات التدليك "المساج" في المناطق العامة، وذلك عبر الاتصال على الرقم المجاني 901 أو عبر خدمة "عين الشرطة" المُتوفرة على تطبيق شرطة دبي على الهواتف الذكية

  • وفاة الإعلامي عبد الهادي الشيخ

    توفي الإعلامي عبد الهادي الشيخ، اليوم بعد صراع طويل مع المرض، حيث ترك إرثاً إعلامياً لا يُنسى وساهمت مشاريعه في تعزيز الإعلام الرياضي ودعم المحتوى الترفيهي والتعليمي وتمكين التحول الرقمي وبفضل رؤيته الثاقبة وقيادته المتميزة أصبح اسمه مرتبطاً بالريادة في تطوير الإعلام العربي

  • محمد بن راشد يكرم غداً أوائل صناع الأمل في الوطن العربي

    يكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم غداً أوائل صناع الأمل في العالم العربي خلال الحفل الختامي للنسخة الخامسة من المبادرة الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب البذل والعطاء الذي يجري في "كوكا كولا أرينا" في دبي، حيث ينال الفائز مكافأة مالية بقيمة مليون درهم

  • رئيس الدولة: الإمارات والسعودية ترتبطان بعلاقات أخوية وثيقة

    صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة: خالص التهاني لخادم الحرمين الشريفين وأخي محمد بن سلمان والشعب السعودي بمناسبة يوم التأسيس. ترتبط الإمارات والسعودية بعلاقات أخوية وثيقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتعملان معاً من أجل التنمية والازدهار لشعبيهما وشعوب المنطقة