"كارثة صحية" تطرق أبواب تونس.. مخاوف من "اللون الأحمر"

تتجه كل مؤشرات الوضع الوبائي في تونس إلى اللون الأحمر وتحذر السلطات الصحية من موجة رابعة قاسية من انتشار فيروس كورونا في البلاد وسط منظومة صحية تشارف على الانهيار وتعاني من نقص التجهيزات وإنهاك الفريق الطبي بعد أشهر من محاربة الفيروس

 


وأعلنت وزارة الصحة التونسية، مساء الأربعاء، رصدها 6 حالات عدوى بالسلالة الهنديّة المتحوّرة لفيروس كورونا المستجد وذلك بعد سلسلة عمليّات من التقطيع الجينيّ الجزئيّ، وفقا لمصادر مطلعة من داخل اللجنة العلمية لمجابهة وباء كورونا.

وذكرت اللجنة أن هناك شكوك تتعلق بوجود إصابات بالسلالة البرازيلية للفيروس وذلك بعد طفرة في الإصابات بالفيروس عرفتها عدد من المحافظات في تونس وطالت حتى الأطفال الرضع. 

وكشف عضو اللجنة العلمية ورئيس قسم الكشوفات الوظيفية وإنعاش القلب ورئيس اللجنة الطبية بمستشفى الرابطة سامي المورالي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، الأربعاء، عن إمكانية وجود السلالة البرازيلية لفيروس كورونا في تونس.

وشدد على أن فريقا من الخبراء بمعهد باستور ومستشفى شارنكول ينكب حاليا على استكمال التقطيع الجيني للكشف عن كل السلالات المكتشفة مؤخرا في تونس.

وتتميز السلالة البرازيلية لفيروس كورونا بسرعة الانتشار وبتأثير أوسع على الشرائح العمرية الصغيرة وهو ما تتصف به الأيام الأخيرة للإصابات المسجلة في عدد من المحافظات خاصة منها القيروان وسط البلاد، حيث شهدت إصابة 11 رضيعا بالفيروس ووفاة اثنين منهم من جراء مخلفات.

 

والاثنين الماضي، سجلت تونس أعلى حصيلة إصابات يومية بكورونا بواقع 2478 حالة ليبلغ بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس 387 ألفا و773، فيما لم ينخفض معدل الوفيات بسبب الفيروس في البلاد منذ أبريل الماضي عن 60 حالة يوميا.

ورصدت وزارة الصحة حتى تاريخ الاثنين 21 يونيو وفاة أكثر من 14 ألف مواطن من جراء فيروس كورونا، فيما تؤكد الوزارة أن هذا الرقم يمثل الحالات المبلغ عنها دون غيرها.

كما تسجل تونس 32 بالمئة من الحالات الإيجابية عن مجمل التحاليل المنجزة يوميا للكشف عن الفيروس وترتفع النسبة إلى 60 بالمئة في عدد من المحافظات، التي أعلن فيها عن الحجر الصحي الشامل وهي القيروان وسط البلاد وسليانة وباجة شمال غرب وزغوان جنوب العاصمة.

إلى ذلك عمدت السلطات التركيز على مستشفيات ميدانية لإيواء مصابي كورونا، حيث أعلن وزير الصحة فوزي مهدي خلال ندوة صحفية، الثلاثاء، عن تركيز مستشفى ميداني بمحافظة باجة شمال البلاد لإسناد مجهودات السلطة الصحية الجهوية في الإحاطة بالمصابين بفيروس كورونا.

وفي محافظة زغوان شمالا تم تحويل عدد من مؤسسات التكوين والتدريب المهني لمستشفيات ميدانية لإيواء مرضى كوفيد-19 بسب عجز المستشفى العمومي عن استيعابهم، بينما تم في القيروان تركيز عدد من الخيام لتكون مستشفيات ميدانية توفر أسرة الأكسجين وتقديم الرعاية لطبية لمستحقيها.

وفي العاصمة، حذر محافظ تونس الشاذلي بوعلاق، الأربعاء، من أن الوضع الوبائي بالمدينة دقيقا، مرجحا إمكانية اتخاذ إجراءات استثنائية للسيطرة على حلقات العدوى بالفيروس.

وتسبب فيروس كورونا في تعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد لا سيما في المحافظات الأكثر ضررا، حيث أغلقت الوحدات الصناعية وتم تعليق إقامة الأسواق وتقييد حركة الجولان بهدف حصر حلقات العدوى بالفيروس.

يأتي هذا فيما تواجه الحكومة انتقادات كبيرة بسبب فشلها في إدارة الأزمة الصحية في ظلّ بطء عملية التطعيم، وطالب الأربعاء رئيس لجنة الصحة بالبرلمان العياشي زمّال بنشر دوريات مشتركة بين الأمن والجيش لفرض تطبيق الحجر الصحي الشامل، كما دعا نواب من داخل البرلمان إلى إعلان المحافظات المتضررة مناطق عسكرية مغلقة وتسخير المصحات الخاصة لإيواء مرضى كوفيد-19.

وتتعلق الانتقادات أيضا بمدى تقدم حملات التطعيم في البلاد بسبب عدم تمكن وزارة الصحة من توفير التطعيمات اللازمة، حيث لم تشمل عمليات التطعيم حتى الآن سوى 600 ألف مواطن من إجمالي 5 ملايين تعتزم تونس تطعيمهم قبل نهاية السنة الحالية.

الاكثر من أخبار عالمية

أخبار محلية