انطلق مساء اليوم بالقاهرة موكب مهيب لنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بميدان التحرير وسط القاهرة إلى المتحف القومى للحضارة بمنطقة الفسطاط تعود إلى عصور الأسر الـ"17 و18 و19 و20" ومن بينها مومياوات الملوك "رمسيس الثانى وسقنن رع وتحتمس الثالث وسيتى الأول وحتشبسوت، وميرت آمون".
بدأ الموكب تحركه من المتحف المصري بالتحرير مرورا من أمام مسلة الملك رمسيس الثاني بميدان التحرير المزين بأربعة كباش تم نقلها من الأقصر ووضعها حول المسلة مؤخرا .. ثم غادر الموكب ميدان التحرير و اتجه إلى ميدان سيمون بوليفار في جاردن سيتي، بعدها توجه إلى كورنيش النيل ليصل إلى قصر العيني، ومنه إلى سور مجرى العيون بالقاهرة.
ويسير موكب المومياوات الملكية حتى يصل إلى مقياس النيل بالروضة ثم إلى منطقة الفسطاط ليبلغ محطته الأخيرة "المتحف القومي للحضارة المصرية".
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر صفحته الرسمية علي مرقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: " بكل الفخر و الإعتزاز أتطلع لاستقبال ملوك وملكات مصر بعد رحلتهم من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية " .
وحرصت نحو 400 قناة تليفزيونية محلية وعالمية على بث مراسم نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط على الهواء مباشرة .
فيما حرص المصريون على متابعة الموكب الملكي في المنازل يغمرهم شعور بالفخر بحضارتهم وتاريخهم العريق مشيدين بالتنظيم العالمي للحدث واهتمام العالم بمصر .
و تم لهذا الغرض تخصيص 22 عربة مصفحة بطراز مصري قديم لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير الذي مكثت به ما يزيد على قرن إلى متحف الحضارة بالفسطاط حيث تقل كل عربة مومياء ملكية، وتصدر الموكب العجلات الحربية التي ستجرها الخيول، و يرتدى قائد كل عجلة حربية الزي المصري القديم وذلك في مشهد يليق بعظمة التاريخ المصرى القديم، فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة.
كانت الحضارة المصرية تهتم بالمواكب الملكية كجزء من الترويج للملك ليكون الموكب مبهرا للشعب، ويكون له طقوسه المرتبطة بمناسبته، بداية من المواكب الدينية باعتبار الملك ممثلا للآلهة حسب الإعتقاد حينئذ وحتى مواكب الأعياد، وأخيرا الموكب الجنائزي الذي كانت له طقوسه الخاصة.
والموكب الجنائزي كان ينقل الملك من الشرق حيث يعيش إلى الغرب ليدفن، فالغرب عند قدماء المصريين كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالموتى ودائما ما كان تصاحب الموكب أدعية من كتاب الموتى، وصناديق تشمل كل مقتنيات الملك و كان يصاحب الموكب عزف موسيقى جنائزية.
و يستقبل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ٢٢ مومياء ملكية ترجع إلى عصر الأسر ال 17، و 18، و 19، و20، من بينها 18 مومياء لملوك و٤ مومياوات لملكات، كما استقبل في شهر يوليو الماضي 17 تابوتا ملكيا.
ويعد " المتحف القومى للحضارة المصرية " من أهم المشروعات التى تمت بالتعاون مع منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونيسكو " ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط ويضم مركزا لترميم الآثار مجهزا بأحدث الأجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالآثار، كما يعد هو المتحف الوحيد في مصر الذي يحتوي على جهاز الكربون المشع /C14/ ومعمل لـ /DNA /، ووحدة "انوكسيا".