دانت الولايات المتحدة أي مسعى روسي لتحويل الطاقة من أوكرانيا حيث قالت السلطات إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية فُصلت عن شبكة الكهرباء الوطنية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل للصحافيين إن "الكهرباء التي تنتجها (المحطة) ملك لأوكرانيا، وأي محاولة لفصل المنشأة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية وتحويلها إلى مناطق محتلة، أمر غير مقبول".
زابوريجيا.. انفصال كامل عن أوكرانيا
وقد أعلنت الشركة الحكومية الأوكرانية المشغّلة لمحطّة زابوريجيا للطاقة النووية أنّ هذه المحطّة، الأكبر في أوروبا والخاضعة لسيطرة القوات الروسية والتي يتعرّض محيطها لقصف متكرّر، "فُصلت بالكامل" عن شبكة الكهرباء الأوكرانية بعد انقطاع الخطوط التي تصلها بالشبكة.
وقالت مجموعة "إنيرغوأتوم" على "تلغرام" إنّ "مفاعلَي المحطّة العاملين فُصلا عن الشبكة. ونتيجة لذلك، أدّت أعمال الغزاة إلى فصل محطّة زابوريجيا للطاقة النووية بالكامل عن شبكة الكهرباء، للمرة الأولى في تاريخها".
ولفتت شركة التشغيل الأوكرانية إلى أنّ حرائق في محيط محطة زابوريجيا الحرارية القريبة من المحطة النووية بجنوب أوكرانيا تسبّبت مرتين بانقطاع آخر خط اتصال يربط المحطة بشبكة الكهرباء.
وذكّرت بأنّ "ثلاثة خطوط اتصال أخرى كانت قد تضرّرت سابقاً خلال هجمات إرهابية" روسية.
ومساء الخميس أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّها "تبلّغت من أوكرانيا" بانقطاع الاتصال بين المحطة النووية وتلك الحرارية.
وأوضحت الوكالة أنّ "المحطة تعمل حالياً" لأنّها "لا تزال متّصلة" عبر "المحطّة الحرارية المجاورة التي يمكنها تأمين الكهرباء في الحالات الطارئة".
وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي إنّه تمّ كذلك تشغيل أنظمة الحماية الطارئة للمفاعلات، وكل أنظمة الأمان ما زالت تعمل.
وأوضح أنّ "الوحدات ظلّت منفصلة عن الشبكة أيضاً بعد إعادة وصل خط الكهرباء"، من دون تحديد أسباب انقطاع التيار الكهربائي.
حقائق أساسية عن زابوريجيا بؤرة الحرب الأوكرانية
يُستخدم الماء المضغوط في نقل الحرارة من المفاعل وفي إبطاء النيوترونات لتمكين اليورانيوم 235 من مواصلة تفاعله المتسلسل.
وإذا انقطع الماء، وأخفقت الأنظمة المساعدة مثل مولدات الديزل في الإبقاء على المفاعل باردا بسبب أي هجوم سيتباطأ التفاعل النووي وسيسخن المفاعل بسرعة كبيرة.
وفي مثل درجات الحرارة العالية تلك يمكن أن يتحرر الهيدروجين من الغطاء المصنوع من عنصر الزركونيوم (الزرقون) ويمكن أن يبدأ المفاعل في الانصهار.
ومع ذلك يقول الخبراء إن المبنى الذي يضم المفاعلات مصمم لاحتواء الإشعاع وتحمل التأثيرات الكبيرة له، وهو ما يعني أن خطر تسرب كبير ما زال محدودا.
ويقول مارك وينمان الباحث في المواد النووية في قسم مستقبليات الطاقة النووية في كلية لندن الإمبراطورية (إمبريال كوليدج لندن) "لا أعتقد أنه سيكون هناك احتمال كبير لثغرة في مبنى الاحتواء حتى إذا تعرض عرضا لقذيفة متفجرة. وزيادة على ذلك فإن الأقل ترجيحا أن تلحق أضرار بالمفاعل نفسه جراء ذلك. هذا يعني أن المادة المشعة محمية جيدا".
ماذا عن الوقود المستنفد؟
وقالت كيت براون، وهي مؤرخة بيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي يوثق كتابها دليل للنجاة (مانيوال فور سيرفايفل) الحجم الكامل لكارثة تشرنوبيل "أحواض الوقود المستنفد ليست سوى أحواض كبيرة تحتوي على قضبان وقود اليورانيوم، وهي في الحقيقة ساخنة اعتمادا على المدة الموجودة خلالها هناك".
وتضيف "إذا لم يوضع فيها الماء الجديد فإن الماء سيتبخر. وبمجرد أن يتبخر الماء فإن غطاء الزركونيوم سيسخن ويمكن أن تشتعل فيه النار وعندئذ سنكون في وضع سيء هو حريق من اليورانيوم المشع وهو وضع مماثل بدرجة كبيرة لوضع تشرنوبيل حيث يطلق خليطا كاملا من النظائر المشعة".
وتسبب انبعاث الهيدروجين من حوض وقود مستنفد في انفجار في المفاعل رقم 4 في كارثة فوكوشيما النووية باليابان في عام 2011.
وبحسب مذكرة من أوكرانيا في عام 2017 أحيلت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن هناك 3354 تجمعا للوقود المستنفد في منشأة الوقود المستنفد الجاف ونحو 1984 تجمعا للوقود المستنفد في الأحواض.
وطبقا لهذه الوثيقة فإن هذا إجمالي يبلغ أكثر من 2200 طن من المواد النووية باستبعاد المفاعلات.
من يسيطر عليها؟
بعد الحرب في أوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير سيطرت القوات الروسية على المحطة في أوائل مارس آذار.
وما زال العاملون الأوكرانيون يشغلونها، لكن وحدات خاصة من الجيش الروسي تحرس المنشأة ويقدم متخصصون نوويون روس استشاراتهم.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، من أن العاملين في المحطة يعملون في ظل ظروف عصيبة للغاية.
وقالت كيت براون إن من غير الواضح من سيتعامل مع حادث نووي إذا وقع في زمن الحرب. وقالت "نحن لا نعرف ماذا يحدث في وضع في زمن الحرب عندما يكون هناك طارئ نووي... في عام 1986 كان كل شيء يجري مثلما جرى غيره في الاتحاد السوفيتي، ولذلك أمكنهم الدفع بعشرات الآلاف من الأشخاص ومعدات ومركبات طوارئ إلى الموقع".
وتساءلت "من سيكون المسؤول عن هذه العملية في الوقت الحاضر؟"
تبادل للاتهامات
وتتّهم أوكرانيا روسيا بتخزين أسلحة ثقيلة في محطة زابوريجيا وباستخدامها قاعدة لشنّ ضربات على مواقع أوكرانية.
وتنفي موسكو من جهتها تخزين أسلحة في المحطّة وتؤكّد أنّها لم تنشر فيها سوى قوات لضمان سلامتها. وتتّهم روسيا بدورها القوات الأوكرانية باستهداف المحطة بغارات تشنّها طائرات مسيّرة.
ودعت الأمم المتحدة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المحطة لضمان أمن الموقع والسماح بعمليات تفتيش.