تسلمت دولة الإمارات رئاسة اللجنة الدائمة للثقافة العربية التابعة لمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"؛ ممثلة بسعادة سلمى الدرمكي الأمين العام للجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، وذلك بعد تصويت الدول العربية بالإجماع على القرار.
ويأتي هذا القرار تقديراً لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للدورة 22 من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في شهر ديسمبر عام 2021 في إكسبو دبي 2020، في حين تعد سعادة سلمى الدرمكي ثاني امرأة تترأس هذه اللجنة المهمة.
وتُعنى اللجنة الدائمة للثقافة العربية بالتنسيق بين الدول العربية في المجالات الثقافية، ودراسة الأوضاع الثقافية العربية واقتراح آليات النهوض بها، إضافة إلى اقتراح المشاريع الثقافية المشتركة، ومتابعة أنشطة المنظمة في المجال الثقافي والإعداد لمؤتمر وزراء الثقافة العرب.
وبهذه المناسبة قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب إن اختيار الإمارات لرئاسة اللجنة الدائمة للثقافة العربية، يأتي تتويجاً لمكانتها الريادية وإنجازاتها الثقافية خلال السنوات الماضية على المستويين المحلي والعالمي، وتأكيداً على قدرتها على بناء جسور التواصل الثقافي مع الأشقاء العرب.
وأضافت معاليها: "تتمتع دولة الإمارات بعلاقات ثقافية واسعة مع مختلف الدول الإقليمية والعالمية، ويبرز تأثير مشروعها الثقافي الهادف إلى الارتقاء بالوعي وبناء الإنسان، ضمن مبادرات نوعية تؤكد مكانة الدولة كمركز عالمي للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وتسعى خطتها الاستراتيجية إلى جعل الثقافة أداة اقتصادية مهمة في تنمية المجتمعات والشعوب".
من جهتها أوضحت سعادة سلمى الدرمكي أن وصول الكفاءات الإماراتية لشغل مناصب قيادية محلية أو إقليمية أو عالمية، هو نتيجة استراتيجية عمل طويلة الأمد ورؤية مستمرة تبنتها القيادة الرشيدة لاستثمار الموارد الإماراتية الشابة، ورعايتها الكريمة ودعمها للمرأة الإماراتية، التي مكنتها وأبرزتها كامرأة قيادية على المستوى العربي والعالمي.
وقالت: "سنعمل من خلال اللجنة الدائمة للثقافة العربية التابعة لمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"؛ على إطلاق مبادرات ومشروعات لدعم النهضة الثقافية".
يُشار إلى أن سعادة سلمى الدرمكي تولت منصب وكيل مساعد للمعرفة والسياسات الثقافية في وزارة الثقافة والشباب منذ العام 2018، وشغلت منصب باحثة زمالة في معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية، بين عامي 2017 و2018، وباحثة في البعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في سويسرا بين عامي 2016 – 2017، وخبير الشؤون الاجتماعية في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في أبوظبي بين 2011 و 2016، إضافة لعملها بين عامي 2009و2010 كباحثة برلمانية في الأمانة العامة لـ المجلس الوطني الاتحادي، كما عملت في لجنة إعادة هيلكة حكومة أبوظبي في عام 2008.
والدرمكي حاصلة على شهادة التعليم العالي في القانون الدولي من جامعة لندن، وماجستير حقوق الإنسان عام 2012 من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في المملكة المتحدة، وبكالوريوس في الدراسات الدولية عام 2009 من جامعة زايد في الإمارات.
ومن الإنجازات التي حققتها سعادة الدرمكي أثناء توليها منصب الأمين العام للجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، فوز حملة ترشح دولة الإمارات بمقعد للمجلس التنفيذي لليونسكو 2019 – 2023، وأول قرار تقدمه دولة الإمارات للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بشأن "تعليم الفنون والثقافة"، وقرار حول البناء على السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة من خلال العمل الموحد، كما أُعلن يوم المستقبل في الثاني من شهر ديسمبر من كل عام، يوماً عالمياً سنوياً بعد اقتراح دولة الإمارات العربية المتحدة، وفوز دولة الإمارات بمقعد في اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية 2005 لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، والعمل مع الجهات الوطنية في الدولة لتحقيق مساعيها الثقافية والتعليمية والعلمية مثل تمديد تسجيل ملف الصقارة للمرة الرابعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ ليصبح أكبر ملف في تاريخ اليونسكو، كما صُنفت أيضاً كل من أبوظبي ودبي والشارقة كمدن إبداعية تابعة لليونسكو، وتوجت الشراكة الإماراتية مع منظمة اليونسكو بمبادرة "إحياء روح الموصل" الرائدة.