أكد يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، في مقالة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بعنوان «شالوم - سلام»، أن معاهدة السلام مكسب مهم للدبلوماسية وشعوب المنطقة، حيث تفتح الباب نحو مستقبل أفضل للشرق الأوسط، وتغلق الباب أمام خطط الضم، وتخلق ديناميات جديدة في عملية السلام.
وأكد العتيبة أنه باعتبار أن الإمارات وإسرائيل لديهما اقتصادان من الأكثر حيوية في المنطقة، ومجتمعهما ينبض بالحيوية، فإن العلاقات الوثيقة بين الإمارات وإسرائيل ستسرع من النمو والابتكار، وتوسع الفرص للشباب، وتحطم الأحكام المسبقة التي طال أمدها، كما ستساعد المعاهدة في نقل المنطقة بعيداً عن الإرث المضطرب من العداء والصراع نحو مصير يحدوه أمل بالسلام والازدهار.
اضطراب إقليمي
أشار سفير الدولة لدى واشنطن، إلى أن المنطقة في حالة اضطراب شديد. فالحكم الضعيف والطائفية والتدخلات الإقليمية هيأت الظروف للمآسي والصراع.
وأردف: «مع هذا الاختراق، اختارت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل الدبلوماسية والتعاون كمسار لمواجهة هذه التحديات. وجنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، سنعمل أيضاً معاً على تعزيز أمننا الجماعي».
وأشار إلى أن زيادة الوعي وتعزيز القدرات للتصدي للمخاطر والتهديدات يوفر التطمينات، حيث سيتيح هذا مزيداً من الحوار الإقليمي، مؤكداً أن الهدف النهائي هو تشجيع فكر جديد بشأن النظام الإقليمي، وتشكيل عقلية تتميز بالتفاؤل، وتخفيف التوترات.
وأكد على أن النتيجة الفورية والأكثر أهمية للمعاهدة هي قرار إسرائيل بقبول نتيجة تفاوضية، ورفض الأعمال أحادية الجانب، وتعليق مخططات ضم الأراضي الفلسطينية، مما يوفر الوقت والمساحة والديناميكيات الجديدة من أجل عملية السلام، كما يبقي على حل الدولتين على النحو الذي أقرته الجامعة العربية والمجتمع الدولي، ويعزز استقرار الأردن.
وانطلاقاً من هذا المبدأ، أوضح السفير أن دولة الإمارات ستظل داعماً قوياً ودائماً للشعب الفلسطيني؛ لكرامته وحقوقه وسيادة دولته؛ إذ يجب أن يتقاسموا فوائد المعاهدة. وتابع: «كما فعلنا طوال خمسين عاماً، سندافع بقوة عن هذه الأهداف. والآن، سنفعل هذا مباشرة، وجهاً لوجه، مزودين بحوافز وأدوات دبلوماسية أقوى».
واختتم مقاله بأنه «من المؤكد أن هذا الصراع المستعصي والعديد من النزاعات الأخرى في منطقتنا لن تحل في لحظة، لكنها لن تحل بعنف لا نهاية له أو السير بنفس الطرق المسدود. إن إمكانات المنطقة، وآمال الشعوب، تضيع»، لكنه أكد أن الإمارات وإسرائيل تعملان الآن على تحدي هذا المصير. وأردف: «في أكثر الأماكن اضطراباً على وجه الأرض، ستحاول الإمارات وإسرائيل الآن تحدي هذا المصير»، ولفت إلى أن الدولتين خطتا أول خطوة هذا الأسبوع للخروج من هذه الدائرة من الصراع.