يشارك المجلس الوطني الاتحادي في الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من شهر مارس من كل عام، وهو يجسد مدى الريادة والتقدم الذي وصلت له دولة الإمارات على صعيد تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار من خلال عضويتها في المجلس ومشاركتها في العمل البرلماني في اطار الرعاية والدعم الذي تحظى به منذ تأسيس الدولة ترجمة لرؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ويواصل هذا النهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" راعي مسيرة تمكين المرأة.
وتضطلع المرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي بدور متميز على الصعيد الداخلي بمشاركتها في جميع مناقشات المجلس وبطرح الأسئلة على ممثلي الحكومة، ومناقشة الموضوعات العامة، كما ترأست عددا من اللجان الدائمة والمؤقتة، وكان لها دور فاعل من خلال مشاركتها في المؤتمرات الخارجية على الصعيدين العربي والإقليمي والإسلامي والدولي.
وساهم المجلس الوطني الاتحادي منذ عقد جلسته الأولى من دور انعقاده العادي الأول للفصل التشريعي الأول بتاريخ 12 فبراير 1972م، في إقرار التشريعات وطرح مختلف القضايا وتبني التوصيات، التي تستهدف تعزيز مشاركة المرأة في مسيرة التنمية الشاملة المتوازنة التي تشهدها الدولة، وتفعيل دورها في خدمة المجتمع، مما يؤهلها من النهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني.
وشهدت مسيرة الحياة البرلمانية في عهد صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" محطات مهمة وحظيت برعاية واهتمام وتوجيه من قبل سموه ترجمة للبرنامج السياسي الذي أعلنه سموه عام 2005م الذي يعد تمكين المجلس الوطني الاتحادي أحد مرتكزاته الأساسية، وما تضمنه من تنظيم انتخابات لنصف أعضاء المجلس خلال الأعوام 2006م و2011م و2015م، والتي تم خلالها زيادة أعداد الهيئات الانتخابية من سبعة ألاف عام 2006م في أول تجربة انتخابية إلى ما يقارب من 224 ألف ناخب عام 2015م، كما تم اجراء تعديل دستوري رقم " 1" لسنة 2009م، ومشاركة المرأة ناخبة وعضوة.
وفي خطوة عززت من موقع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعمل البرلماني، تضمن مرسوم صاحب السمو رئيس الدولة رقم "6" لسنة 2007 بتشكيل المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الرابع عشر تسع نساء واحدة منهن فازت في الانتخابات التي جرت عام 2006م، في التجربة الانتخابية الأولى التي شهدتها الدولة لتشكل نسبة النساء في المجلس الوطني 22.2 بالمائة، كما تضمن تشكيل المجلس في فصله التشريعي الخامس عشر الذي بدأ بتاريخ 15 نوفمبر 2011م، سبع عضوات واحدة منهن فازت بالانتخابات، وحصلت المرأة على منصب النائب الأول لرئيس المجلس، تضمن مرسوم تشكيل المجلس الوطني الاتحادي في فصله التشريعي السادس عشر الحالي الذي بدأ في 18 نوفمبر 2015 تسع سيدات واحدة منهن فازت بالانتخاب، واصبح عدد العضوات ثماني بعد تعيين وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي من عضوات المجلس.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" في خطاب افتتاح الدور الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر في 12 فبراير 2007م" إن ما يميز مجلسكم اليوم هو التواجد القوي للمرأة، الأمر الذي يعكس الثقة اللامحدودة بقدراتها، ودورها ومساهماتها الفاعلة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو آفاق أرحب، وممارسة العمل التنفيذي والتشريعي بكل اقتدار".
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الرابع عشر بتاريخ 21 أكتوبر 2009م، " أن مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في الإمارات كانت على الدوام مسيرة واعية نابعة من ظروفنا واحتياجاتنا، وقد استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية من خلال المشاركة الواسعة للمرأة في عضوية المجلس الوطني الاتحادي ومناقشاته، حيث كان لمشاركتها في الحياة البرلمانية مضمون حقيقي وبعد فعلي، إن إيماننا بالمشاركة كفكرة وحرصنا على توفير كل أسباب الممارسة لها يجعلنا واثقين بأن تجربتنا البرلمانية ستمضي إلى الامام وتتطور مع الأيام لما فيه خير الوطن ومصلحة المواطنين" .
وسجل المجلس الوطني الاتحادي ريادة لاقت كل الترحيب والتقدير على الصعيدين الداخلي والخارجي، بانتخاب معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي لرئاسة المجلس للفصل التشريعي السادس عشر في الجلسة الأولى من دور انعقاده العادي الأول التي عقدها بتاريخ 18 نوفمبر 2015م، كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس نجاح المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في صناعة القرار في إطار حرص القيادة الحكيمة على تمكين المرأة وتسخير جميع الإمكانيات لتعزيز مشاركتها في مختلف مناحي الحياة.
وجاء انتخاب معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي لرئاسة المجموعة الاستشارية البرلمانية الدولية المعنية بمكافحة الارهاب والتطرف التابعة للاتحاد البرلماني الدولي، خلال اجتماعها الأول بمقر الاتحاد الذي عقدته بتاريخ 5-6 فبرابر 2018م في جنيف، من قبل أعضاء المجلس، تقديرا لدور دولة الإمارات العربية المتحدة في تمكين المرأة وتكريما للنجاح الذي حققته من خلال عمليها في مختلف القطاعات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وللدور الحيوي للمجلس الوطني الاتحادي في تعزيز التعاون البرلماني الدولي في مواجهة الإرهاب والتطرف وكذلك الدور الفاعل للمجلس على صعيد الدبلوماسية البرلمانية.
كما جاءت استضافة "القمة العالمية لرئيسات البرلمانات" التي نظمها "المجلس الوطني الاتحادي" بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي تحت شعار " متحدون لصياغة المستقبل" ، برعاية كريمة من سمو الشيخـة فاطمــة بنت مبـارك، رئيسـة الاتحاد النسـائي العـام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيــسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "ام الامارات" التي عقدت في أبوظبي خلال الفترة 12-13 ديسمبر 2016م، تعزيزا لهذه الريادة ، ولتسهم من خلال مخرجاتها وتوصياتها في إثبات قدرة المرأة على المشاركة في تقديم حلول لهذه التحديات وفي وضع برامج وخطط عملية تسهم في وضع حلول لمختلف القضايا التي تعاني منها دول وشعوب العالم.