تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية في جمهورية باكستان الإسلامية، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن النتائج السنوية لحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال والتي نفذت بجمهورية باكستان الإسلامية خلال الفترة من عام 2014 ولغاية نهاية عام 2020، حيث نجحت الحملة في إعطاء 508 ملايين و 92
وأشارت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان إلى أن حملة الإمارات للتطعيم تنفذ ضمن إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، حيث تأتي مبادرة سموه في إطار النهج الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية لتطوير برامج التنمية البشرية، والحد من انتشار الأوبئة والوقاية من الأمراض، وتقديم المساعدات الإنسانية والصحية للمجتمعات والشعوب المحتاجة والفقيرة، ودعم المبادرات العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد خصص منذ عام 2011 مبلغ 250 مليون دولار أمريكي، مساهمة من سموه بالجهود الإنسانية والخيرية لتوفير اللقاحات وتمويل حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، وبخاصة في الدول المستهدف بالمبادرة وهي جمهورية باكستان الإسلامية و جمهورية أفغانستان الإسلامية.
وتفصيلاً لنتائج الحملة .. ذكرت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية، نجحت خلال فترة 7 سنوات ومنذ عام 2014 وحتى نهاية عام 2020، بالوصول إلى أكثر من 86 مليون طفل، وتقديم عدد 508 ملايين و92 ألفا و472 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لهم، كما أن الحملة وفي ظل تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتحدياته الميدانية، تمكنت منذ شهر يوليو 2020 ومن خلال 5 حملات شهرية للتطعيم من الوصول لحوالي 16 مليون طفل، وإعطائهم أكثر من 52 مليونا و 515 ألف جرعة تطعيم ضد المرض.
وقد شملت التغطية الجغرافية لحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال عدد 94 منطقة من المناطق الصعبة والعالية الخطورة بجمهورية باكستان الإسلامية، حيث تضمن النطاق الجغرافي للحملة تغطية عدد 34 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا والمناطق القبلية حصل الأطفال فيها على 267 مليونا و 254 ألفا و84 جرعة تطعيم، و33 منطقة في إقليم بلوشستان حصل الأطفال فيها على 78 مليونا و 690 ألفا و114 جرعة تطعيم، و24 منطقة في إقليم السند حصل الأطفال فيها على 148 مليونا و 568 ألفا و 85 جرعة تطعيم، و3 مناطق في إقليم البنجاب حصل الأطفال فيها على 13 مليونا و 580 ألفا و 189 جرعة تطعيم.
وأوضحت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أن الجهود الميدانية لتنفيذ حملات التطعيم في مختلف الأقاليم الباكستانية، تمت بمشاركة أكثر من 103 آلاف شخص من الأطباء والمراقبين وأعضاء فرق التطعيم، وأكثر من 82 ألفا من أفراد الحماية والأمن وفرق الإدارة والتنسيق، تم تركيز جهودهم الميدانية وتوزيعهم لإيصال اللقاحات وتطعيم الأطفال المستهدفين بطريقتين من طرق التنفيذ والانجاز، الأولى من خلال فرق التطعيم الثابتة في المراكز الصحية، والثانية من خلال فرق التطعيم المتنقلة التي خصصت لتغطية المناطق والقرى ومخيمات النازحين واللاجئين التي لا يستطيع سكانها الوصول إلى مراكز التطعيم الثابتة، وتغطية عمليات التطعيم على الطرق وعند المعابر الحدودية الفاصلة بين الأقاليم والمدن الرئيسية، والمعابر الحدودية الدولية مع جمهورية أفغانستان الإسلامية، كما خصصت الحملة فرق تطعيم خاصة لتوفير اللقاحات وتطعيم أكثر من 597 ألف طفل من أبناء اللاجئين الأفغان يتواجدون في 22 مخيماً للاجئين.
وقد شمل نطاق ونمط الدعم الذي تقدمه إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان لحملات التطعيم جميع مكونات الحملة من خلال تمويل برامج التدريب وتكاليف الإدارة والاتصالات والدعم اللوجستي ونقل اللقاحات وتخزينها، وتكاليف الجهد الميداني لفرق التطعيم والفرق الأمنية والمراقبين.
كما تم تنفيذ خطة سنوية للتوعية الإعلامية والاجتماعية، تحت شعار "الصحة للجميع .. مستقبل أفضل" لرفع مستوى الوعي والمعرفة لدى السكان بخطورة وباء شلل الأطفال، حيث نجحت إستراتيجية الحملة في التواصل المباشر مع أفراد المجتمع بجميع فئاته وطبقاته لبناء شراكة مجتمعية فاعلة تهدف لتفنيد الشائعات، وتغيير المفاهيم الخاطئة، وبث الحقائق والمعلومات الصحيحة، وتشجيع المجتمع وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم، والحد من حالات التمنع والرفض، من خلال بناء جسر من الثقة، وخلق بيئة محبة ومودة بين الفئات المستهدفة وأعضاء فرق التطعيم.
وقال سعادة عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان في تصريح له بهذه المناسبة إن النجاح الاستثنائي الذي حققته حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال بتقديم أكثر من نصف مليار جرعة تطعيم خلال سبع سنوات، يبرهن للعالم بأن الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، فعالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة وتعزيز تنمية صحة الإنسان وحمايته من الأمراض والأوبئة، كما يؤكد على الدور القيادي لدولة الإمارات في دعم الجهود الدولية وبرامج هيئة الأمم المتحدة لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة والأزمات والكوارث وتأمين الحياة الكريمة للإنسان.
وأكد الغفلي أن التوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة في مجال دعم وتطوير الرعاية الصحية الوقائية للأطفال، تمثل نموذجاً حضارياً وإنسانياً رائداً و راقياً في الاهتمام بسلامة حياة الأطفال الفقراء والضعفاء، ووقايتهم من التداعيات السلبية للأمراض، وضمان صحتهم وعافيتهم وأمان مستقبلهم وتلبية حقوقهم الأساسية.
كما أكد أن الرؤية الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والدعم السخي الذي يقدمه سموه للجهود العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال، تعتبر من الركائز الأساسية والحاسمة التي ساهمت في الحد من انتشار المرض بين أطفال الشعوب الفقيرة والمحتاجة بمختلف دول العالم، حيث تعتبر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، من أهم المبادرات الصحية الإنسانية التي أثبتت فعاليتها ونجاحها بأصعب وأكبر المناطق الحاضنة للمرض في باكستان وأفغانستان، واستطاعت تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة، بتعزيز وتنمية سلامة وصحة الأطفال الأبرياء وتأمين مستقبلهم، وحمايتهم من الأمراض ودرء مخاطرها عن كاهل الضعفاء منهم.
وأوضح الغفلي أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم ساهمت دولياً في تحقيق تحالفات إنسانية وشراكات استراتيجية إيجابية مع الحكومات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة كمنظمة "يونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الخيرية الدولية كمؤسسة بيل ومليندا غيتس بالرؤية والأهداف الإنسانية، كما ساهمت محلياً في جمهورية باكستان الإسلامية ومن خلال التعاون والتنسيق بين جميع المكونات المشاركة فيها بتطوير مبادئ وأساليب التخطيط والتنفيذ الميداني لحملات التطعيم وإعطاء اللقاحات للأطفال المستهدفين، وتفعيل خطط الحماية والأمن، وبرنامج السيطرة والاتصال، وتحديث خطط البرامج الزمنية لحملات التطعيم ضد شلل الأطفال، ورفع مستوى الأداء لأعضاء فرق التطعيم، وإدامة وتوثيق سجلات البيانات والمعلومات الصحية للأطفال.
وأشاد سعادة عبدالله خليفة الغفلي بدور وجهود وتضحيات فرق التطعيم من الأطباء والممرضين وعناصر الأمن في جميع الظروف والتحديات الميدانية الصعبة، والتي كانت العامل الرئيسي والأهم في تحقيق النجاح والإنجاز المتميز، موضحاً بأن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال تغطي شهرياً عدد 94 منطقة، وبمساحة تعادل نسبتها 59% من إجمالي مساحة باكستان، فيها أكثر من 16 مليون طفل باكستاني تعيق الوصول إليهم مجموعة من العقبات والمعاضل الميدانية، منها التضاريس الصعبة، والمخاطر الأمنية، والظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى معضلة حركة النزوح السكانية المستمرة، كما يحتاج الأطفال في هذه المناطق للحصول على لقاحات مضاعفة على مدار العام بسبب سوء التغذية وضعف المناعة والرعاية الصحية، والبيئة الحاضنة للفيروس، وهذا الأمر يجعل وظيفة كل عضو من أعضاء فرق التطعيم صعبة وأكثر تحدياً للتقدم والوصول إلى الأطفال الأبرياء بسرعة تتجاوز سرعة انتشار الفيروس، وقال إن أي طفل يخفق في الوصول إليه سيكون معرضاً بطريقة أليمة ومحزنة للإصابة بشلل الأطفال أو الوفاة، مشيراً إلى أنه تم تدريب فرق التطعيم وتأهيلهم بالأسلوب الصحيح لمهارات التواصل مع الآباء والأمهات وكيفية اقناعهم بقبول تطعيم أطفالهم، إضافة إلى تدريبهم على طريقة جمع البيانات وتوثيقها وكيفية وضع العلامات والإشارات على المنازل والأطفال المطعمين، وفي ظل تفشي وباء "كوفيد-19" تم استثمار خبرة فرق التطعيم بتدريبهم على التقنيات والسلوكيات الوقائية الجديدة لاستئناف الحملات وإيصال اللقاحات للأطفال الأبرياء.
وأكد عبدالله الغفلي أنه وبالرغم من جميع الصعوبات والتحديات والمعاضل الميدانية، تواصل حملة الإمارات للتطعيم بنهج ورؤية القيادة الرشيدة المساهمة الإيجابية والاستثنائية في القضاء على فيروس شلل الأطفال وحماية أطفال العالم من مخاطره، حيث نجحت الحملة ميدانياً خلال عمليات الرصد والمتابعة، وتكثيف الحملات في المناطق الموبوءة والمناطق الأخرى في احتواء مشكلة انتشار الفيروس والتصدي لمخاطره الصحية التي كان عليها قبل بدء الحملة عام 2014، والحد من سرعة انتشاره محلياً وخارجياً، حيث أظهرت بيانات الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بأن عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في العالم قد انخفض عام 2020 إلى 140 حالة، سجل منها 84 حالة في باكستان و 56 حالة في أفغانستان، وهو مؤشر إيجابي نحو القضاء النهائي على هذا المرض، الامر الذي يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية وخطط منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة في هذا المجال، والتي تؤكد بياناتها بأن العالم أحرز تقدماً مذهلاً صوب استئصال شلل الأطفال، حيث تم تخفيض عدد حالات الإصابة بهذا المرض بنسبة 99,9% في السنوات الثلاثين الماضية بيد أنه تبيَّن أنّ الخطوات الأخيرة للقضاء على هذا المرض هي الأصعب.