شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حفل تخريج دفعة عام 2024 من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
تضم الدفعة، وهي الثالثة والأكبر منذ تأسيس الجامعة، 101 خريج وخريجة، من بينهم 3 يحملون شهادة الدكتوراة في مجال تعلُّم الآلة، و98 خريجا حصلوا على درجة الماجستير في الرؤية الحاسوبية وتعلُّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية، ما يعكس ريادة الجامعة في التعليم العالي والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي ويشكِّل محطة بارزة في مسيرة الجامعة التي تهدف إلى إعداد الكفاءات الوطنية المؤهلة في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وإيجاد الحلول للتحديات المُلحَّة التي يواجهها العالم باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وهنأ سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان الخريجين، وكرَّم عددا من طلبة وطالبات الجامعة المتميزين والحاصلين على الدكتوراة والماجستير، متمنيا لهم النجاح والتوفيق في مسيرتهم المهنية.
وأكَّد سموّه أن القيادة الحكيمة حريصة على مواكبة متطلبات المستقبل، والإسهام في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهة عالمية للبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء منظومة متكاملة لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الحيوية، بما يتمشى مع أهداف ورؤية استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
حضر حفل التخريج معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس الأمناء المؤسس لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والبروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وأولياء أمور عدد من الخريجين الجدد.
وأكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر خلال كلمته أن دولة الإمارات نجحت، بفضل رؤية القيادة الرشيدة في إرساء مكانة متميزة في مجال الذكاء الاصطناعي.. وهنأ الخريجين مشددا على القدرات التي يتمتعون بها وتتيح لهم تشكيل معالم مستقبل الإنسانية في هذه المحطة المحورية في تطوّر الذكاء الاصطناعي.
وقال معاليه : "اليوم، أنتم تتخرجون وتنطلقون في رحلة نحو عالمٍ لديكم القدرة على إعادة تصوره وتحسينه من خلال الابتكار.. لقد اخترتم أن تنطلقوا في مسيرتكم المهنية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو من أكثر التخصصات المثيرة للاهتمام في مجال العلوم، وواحد من أبرز محركات التنمية البشرية، وأصبح من أهم عوامل تسريع وتيرة التغيير في مختلف القطاعات، وها هي الفرصة متاحة أمامكم لتشاركوا في هذا التحوّل الكبير في تقدم البشرية، فأنتم في مكانة مميزة تتيح لكم استشراف مستقبل الإنسانية والمساهمة في رسم ملامحه".
وحث معاليه الخريجين على اغتنام الفرص العديدة المتاحة أمامهم لمواصلة مسيرتهم المهنية في دولة الإمارات، حيث تحرص القيادة الحكيمة على ترسيخ مكانة الدولة مركزا عالميا للمواهب وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف : "لقد شجعت السياسات الحكومية الاستباقية في دولة الإمارات على تعزيز مكانة الذكاء الاصطناعي، ما ساهم في نجاح شركات مثل "جي 42"، ونماذج لغوية كبيرة مثل "فالكون"، وذلك ضمن جهود الدولة لإنشاء منظومة عالمية المستوى للمواهب وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يشمل استقطاب استثمارات كبيرة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، مثل مايكروسوفت، لتعزز مكانتها مركزا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته".
وأشار معالي الدكتور الجابر إلى أن الذكاء الاصطناعي يعمل على إحداث تحوّل جذري في مختلف القطاعات، وأنه قادر على إحداث تأثير إيجابي كبير في أنظمة الطاقة من خلال رفع كفاءتها، ما يتيح له المساهمة في تحقيق أهداف اتفاق الإمارات الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر كوب 28.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يغير من وجهة نظرنا حول قدرات البشرية، سواء في مجالات الرعاية الصحية والتعليم أو صناعة المحتوى أو العلوم الجزيئية، فنحن نشهد حاليا تحولا جذريا في جميع العمليات الصناعية بفضل الذكاء الاصطناعي وأنا على ثقة بأننا مازلنا في بداية مسارنا لاستكشاف إمكاناته في مجال كفاءة الطاقة، فقد نجحت أدنوك وشركة "إيه آي كيو" في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن في عام واحد، وذلك باستخدام التحليلات التنبؤية والصيانة التنبؤية، كما يستخدم مشغلو الطاقة الشبكات العصبية لجعل شبكات الكهرباء أكثر استقرارا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة".
وقال معاليه :"يعمل الذكاء الاصطناعي على تطوير قطاعات أخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الزراعة، مما يخفض من استخدام المياه بنسبة تصل إلى 40%، لذا، بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يعزز من ذكاء عالمنا واستدامته وازدهاره، ومما لا شك فيه أن دفعة عام 2024 من خريجي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ستكون في قلب هذه التطورات لذا، أتمنى لكل خريج التوفيق والنجاح في مسيرته المستقبلية".
جدير بالذكر أن من بين 101 خريج بدرجتي الماجستير والدكتوراة ضمن دفعة عام 2024، تخصص 58 منهم في مجال تعلّم الآلة، و28 في مجال الرؤية الحاسوبية، و12 في مجال معالجة اللغات الطبيعية.
ولم يقتصر التنوع على التخصصات العلمية فحسب، بل امتد ليشمل جنسيات الطلاب، فقد ضمت الدفعة طلابا من 22 جنسية شملت كندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والهند، ومصر، وباكستان، وسريلانكا، ما يعكس التزام الجامعة بتوفير بيئة تعليمية متطورة، وشاملة، وجاذبة لأفضل المواهب من جميع أنحاء العالم.
وشهدت هذه الدفعة حضورا إماراتيا غير مسبوق وضمت 24 طالبا إماراتيا، من بينهم 15 طالبة، تأكيدا على التزام الجامعة بإعداد جيل جديد من المواطنين من أصحاب الكفاءات وتزويدهم بالمهارات والقدرات اللازمة لقيادة عالم تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في رسم ملامحه.
وجمع الخريجون بين الدراسة النظرية والتدريب العملي، فقد تلقى خريجو الماجستير تدريبات عملية في مؤسسات رائدة، مثل أدنوك وموانئ أبوظبي والاتحاد للطيران ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ومركز إحصاء أبوظبي وشركة إنسيليكو ميديسين، وذلك بهدف إعدادهم لقيادة مجال الذكاء الاصطناعي والاستفادة من إمكاناته لتعزيز مختلف القطاعات والصناعات.
وتنضم دفعة هذا العام إلى خريجي الجامعة الذين يبلغ عددهم 111 من رواد الذكاء الاصطناعي، ممن يسهمون في تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.
وسلط معالي الدكتور سلطان الجابر في ختام كلمته الضوء على نمو الذكاء الاصطناعي الذي يُعتبر أحد الاتجاهات الثلاثة الكبرى التي تشكّل المستقبل، إلى جانب الانتقال المسؤول في قطاع الطاقة، ونهوض الأسواق الناشئة في الجنوب العالمي.
وخاطب الطلاب قائلا : "كلنا ثقة بأنكم ستستخدمون مهاراتكم بحكمة وبأخلاقيات رفيعة لخدمة الإنسان وتحسين جودة الحياة، ودفع الابتكارات الإيجابية، وبناء الجسور بين الشعوب، وأنا على يقين بأن تنوّعكم هذا سيترك تأثيرا إيجابيا، فيما تدخلون سوق العمل، في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي، فالجهود التي ستبذلونها مهمة جدا، والأهم من ذلك أين ستبذلونها، إذ يمكنكم تعزيز ثقافة الابتكار في الجنوب العالمي، لإنشاء مفهوم شبيه بوادي السيليكون في المنطقة، يكون مخصصا لخدمة المنطقة، وأنا متأكد من أنكم ستساعدون جميعا في تحقيق هذا المستقبل، لذلك، أشجعكم على تحقيق شغفكم، وعدم القبول بأقل من تحقيق إنجازات متميّزة، واغتنموا الفرص التي توفرها دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي".
تجدر الإشارة إلى أن دفعة 2024 نجحت في نشر أكثر من 80 ورقة بحثية في مؤتمرات دولية مرموقة مثل المؤتمر الدولي لحوسبة التصوير الطبي والتدخل المدعوم بالحاسوب، ومؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية لعامي 2022 و2023، ومؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية لعام 2023، والمؤتمر الدولي حول تمثيلات التعلم لعامي 2023 و2024، والفرع الأوروبي لجمعية اللغويات الحاسوبية لعام 2023، ومؤتمر جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي حول الذكاء الاصطناعي لعام 2024، وغيرها من المؤتمرات العلمية المتخصصة.
من جهته، قال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، في كلمته : “خريجو جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لعام 2024 هم رواد المستقبل في مجالات التكنولوجيا والابتكار والإبداع، وهم مؤهلون لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وإحداث تحولات جذرية في العالم، فهم ينطلقون اليوم في مسيرتهم بعد أن اكتسبوا المعرفة والمهارات اللازمة، وأدركوا أهمية الفرصة المتاحة أمامهم، ألا وهي فرصة تشكيل معالم مستقبل يكون فيه الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية، في إطار أسمى المعايير الأخلاقية”.
وأضاف:" كما أنهم على أتم الاستعداد لإيجاد حلول لأكبر التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، إنني أتقدم بالتهنئة لطلاب أكبر دفعة من خريجي الجامعة منذ تأسيسها، فيما يحتفلون بنجاح رحلتهم الأكاديمية المتميزة، وأنا على ثقة بأنهم سيحرصون على استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للإبداع وكمحفز للابتكار وقوة دافعة لإحداث تغيير إيجابي في العالم".
يُذكر أن دفعة هذا العام حصدت أعلى الجوائز في مؤتمرات علمية عالمية مرموقة، فقد فاز طلابها بجائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر معالجة اللغة الطبيعية العربية، كما حققوا إنجازات متميزة في المؤتمر الدولي لحوسبة التصوير الطبي والتدخل المدعوم بالحاسوب بالفوز بالمركز الأول في مسابقة هيكتور الدولية لعام 2021 (المعنية بتجزئة أورام الرأس والرقبة والتنبؤ بنتائجها باستخدام صور التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني/ التصوير المقطعي المحوسب)، بالإضافة إلى فوزهم بالمركز الأول في هاكاثون المعلوماتية الحيوية الذي تنظمه شركة إنسيليكو ميديسين، والمركز الأول في مسابقة هاكاثون بيس بين جلوبال لعام 2023، وغيرها من الجوائز.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أصبحت، في غضون خمس سنوات فقط منذ تأسيسها، من بين أفضل 100 جامعة في العالم في مجال علوم الحاسوب، كما صُنِّفت ضمن أفضل 20 جامعة متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، وتعلّم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية، وعلم الروبوتات، على مستوى العالم.
وتضم الجامعة أكثر من 190 باحثا، نشروا أكثر من 1112 ورقة بحثية متميزة في مؤتمرات ومجلات متخصصة، وقدمت الجامعة أكثر من 30 طلب براءة اختراع.. واستقر أكثر من 83% من خريجي الجامعة للعمل في دولة الإمارات.
وقدمت الجامعة برامج تدريبية لأكثر من 32 من المديرين التنفيذيين لتعزيز الاستفادة من تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي في الشركات والمصانع وأماكن العمل.