أثنى معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، على الدور المهم والتضحيات الكبيرة التي يبذلها أبطال خط الدفاع الأول من الكوادر الطبية وفرق العمل المختلفة في الميدان بهدف حماية المجتمع والحفاظ على صحة افراده، مؤكداً أن هذه الجهود المتواصلة أسهمت بشكل مباشر في رفع نسب الشفاء والتعافي في الدولة.
وتوجه العويس بالتهنئة إلى أبطال خط الدفاع الأول بمناسبة عيد الأضحى المبارك، لافتاً إلى أن العاملين في هذا القطاع غالباً ما يقضون هذه المناسبات بعيداً عن عائلاتهم، مشيراً إلى أن الأداء المتميز لكافة العاملين في منظومة القطاع وقدرتهم الفائقة على التعامل مع التحدي الراهن يستحق الشكر والتقدير.
وشدد العويس على ضرورة الالتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية خلال فترة العيد، منوهاً إلى أن ممارسة التباعد الجسدي وتطبيقه بالشكل الصحيح تزداد أهمية في مثل هذه المناسبات بل وتصبح واجبا ومطلبا وطنيا، لاسيما وأن الضرر قد يكون كبيرا.
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدتها حكومة الإمارات اليوم،، في إمارة أبوظبي، حيث طالب العويس أفراد المجتمع بالالتزام بالإجراءات الوقائية كي نتغلب على الظروف الراهنة ونكمل مسيرة الناجحة، لافتاً إلى أن الالتزام بمجموعة بسيطة من القواعد والإجراءات الاحترازية له أثر إيجابي كبير.
وخلال الإحاطة، أكد الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات، أن كافة العاملين في القطاع الصحي على اتم الاستعداد لتقديم العون والمساعدة خلال فترة العيد، مطالباً الجمهور بالالتزام بالإجراءات الوقائية بشكل كبير.
وأعلن الحمادي أن الإمارات ما زالت في صدارة دول العالم في أعداد الفحوص الطبية بالنسبة لعدد السكان، وقد بلغ عدد الفحوص اليومية الجديدة 47,299 فحصا، كشفت عن تسجيل 264 إصابة جديدة، تتلقى جميعها الرعاية اللازمة في مؤسسات الرعاية الصحية، وبذلك يصل إجمالي الحالات المسجلة إلى 59,177 حالة.
وأعلن الحمادي عن تسجيل 328 حالة شفاء جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الشفاء في الدولة إلى 52,510 حالة، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة ليصل إجمالي الوفيات إلى 345 حالة، لافتاً إلى أن عدد الحالات التي ما زالت تتلقى العلاج يبلغ 6,322 حالة.
وأوضح الدكتور عمر الحمادي أن عدة دراسات أظهرت أن الأعراض والعلامات المرضية لا تختلف عند الأطفال عن مثيلاتها عند البالغين وذلك بما يشمل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وضيق التنفس، مضيفاً أنه قد لوحظ أن أعراض مرض كوفيد 19 أقل حدة عند الأطفال لدرجة يصعب معها ملاحظتها من قبل الوالدين.
ونصح الحمادي الأمهات والآباء بمراقبة الأعراض عن كثب ومنع الأطفال المشتبه في إصابتهم من الدخول على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لافتاً إلى أن أعراض الفيروس ومضاعفاته على هذه الفئات خطيرة.
وكشف الحمادي أن الأطفال من أصحاب الأمراض المزمنة مثل الأمراض التنفسية وأمراض القلب الخلقية يعانون أكثر من غيرهم من مرض كوفيد 19، لافتاً إلى وجود دلائل على مقدرة الأطفال على مكافحة الفايروسات بطريقة أفضل من البالغين بسبب وجود اختلافات في جهاز المناعة، على عكس الرضع /تحت عمر العام الواحد/ فهم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات بسبب عدم نضج جهاز المناعة ما يستدعي المزيد من الحذر مع هذه الفئة العمرية.
وأوصى الحمادي الآباء والأمهات بتقديم قدوة للأطفال من أجل ضمان تكيفهم مع الوضع الاجتماعي الجديد مثل لبس الكمامة والاهتمام بالنظافة الشخصية، وممارسة التباعد الجسدي.
وأوضح الحمادي أنه وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية التي تعكسها أعداد الحالات اليومية وارتفاع نسب الشفاء إلا أنه يتحتم على الجميع الالتزام التام بالإجراءات الوقائية التي يأتي في مقدمتها التباعد الجسدي كونه عاملاً حاسماً في عملية الحد من انتشار الفيروس.
وكشف الحمادي عن رصد العديد من حالات الإصابة لأفراد من عائلة واحدة سواء مواطنين أو مقيمين نتيجة لعدم الالتزام وإقامة الاحتفالات الخاصة في المنازل والمزارع دون مراعاة للتباعد الجسدي أو ارتداء الكمامة، منوهاً إلى ضرورة عدم إقامة أي تجمعات واقتصار المناسبات على عدد محدود من أفراد الأسرة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل الحفاظ على المسافة الآمنة بين كل شخصين، والي ما تقل عن مترين، واتباع إجراءات التعقيم، وتجنب المصافحة بالأيدي، إلى جانب استخدام الأطباق والأدوات الورقية ذات الاستخدام الواحد.
وكشف الحمادي أن أحدث هذه الحالات تشمل إصابة 5 عائلات، تضم قرابة 47 فرداً من أعمار مختلفة، حيث حضر بعضهم حفل زفاف، وحضر البعض الآخر واجب العزاء، ودون مراعاة للتباعد الاجتماعي أو أخذ الإجراءات الوقائية.
وأعلن الدكتور عمر الحمادي أنه وفي ضوء الجهود الحكومية الرامية لدعم كافة القطاعات وعودة الأنشطة في مختلف المجالات، تم إصدار قرار باستئناف تداول الصحف والمجلات والمنشورات التسويقية الورقية، مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، على ألا يتم توفيرها في أماكن التجمعات مثل المقاهي، ويسمح بتوفيرها في المكاتب، ويقتصر استخدامها بشكل شخصي.
وأجاب الحمادي عن عدد من الاستفسارات حول مواضيع عدة تتعلق بالفيروس المستجد حيث أكد أن الأرقام والإحصاءات من مختلف أرجاء العالم تشير إلى أن أكثر الإصابات تعود للرجال كما أن الدراسات السريرية أظهرت الامر نفسه، لافتاً إلى عدم وجود سبب واضح لذلك بل توجد مجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية والسلوكية التي من شأنها أن تحدد من يكون أكثر عرضة للإصابة ولحدوث المضاعفات.
وأوضح الحمادي أن ارتفاع نسب إصابة الرجال بالأمراض المزمنة مثل السكري والقلب والأورام، كذلك ارتفاع نسب التدخين بين الرجال في بعض الدول يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات والوفاة، موضحاً أن بعض الدلائل تشير إلى أن جهاز المناعة عند المرأة يعمل بكفاءة أكبر مقارنة بالرجل وذلك بسبب العوامل الجينية والهرمونية.
وأضاف الحمادي أن الأنماط السلوكية قد تتسبب في إصابة الرجال بوتيرة أعلى مقارنة بالنساء، مؤكداً أنه حتى الوقت الحالي لا يمكن رسم علاقة سببية واضحة بين جنس المصاب والفيروس نظراً للحاجة إلى مزيد من الدراسات.
وحول تأثير التدخين على المصابين، قال الحمادي أن الآثار السلبية للتدخين على الرئة والدم تفاقم الوضع الصحي للمصاب وتؤثر بالسلب على احتمالية التعافي، خاصة أن "كوفيد 19" مرض رئوي في الأساس.
وعن المدة التي يستغرقها المصاب للتعافي، أشار الحمادي إلى أن الأمر يعتمد على حالة الشخص وسنه وتاريخه المرضى إذ يحتاج المصابون بأمراض مزمنة إلى وقت أطول للعلاج إذ تختفي دلائل نشاط تكاثر الفيروس في فترة تتراوح بين 10 إلى 20 يوما من تاريخ ظهور الأعراض، أما إذا كانت الإصابة بسيطة ومقتصرة على الأعراض الأساسية مثل السعال والحمى والآلام الجسدية فتختفي دلائل نشاط تكاثر الفيروس بعد 10 أيام.
وعن أفضل الطرق للتواصل الآمن بين الأهل والأصدقاء خلال فترة العيد، أكد الحمادي أن وسائل التواصل الاجتماعي الصوتية والمرئية تعد أفضل الأساليب في الوقت الحالي لعدم وجود تواصل جسدي، مشيراً إلى ضرورة اقتصار الزيارات على الأقارب من الدرجة الأولى والثانية فقط، ومشدداً على استمرار تطبيق الاجراءات العقابية الصارمة على مخالفي التدابير الاحترازية.
ونصح الحمادي الجمهور بتجنب توزيع العيديات على الأطفال لتقليل فرص انتقال العدوى، وتجنب الزيارات والتجمعات العائلية، واستبدالها بالتواصل بالوسائل الإلكترونية أو الاتصال من خلال الهاتف، والالتزام بالتدابير المعروفة خلال فترة العيد بشكل تام مثل التباعد الجسدي ولبس الكمامات وغسل اليدين وتجنب المصافحة، محذراً من خطورة دخول المهنئين على كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
ونوه الحمادي في نهاية الإحاطة إلى أهمية التأكد من عدم تواصل العمالة المساعدة مع أشخاص من خارج المنزل، وفي حال اضطرت الظروف لذلك يجب استخدام مستلزمات الوقاية اللازمة.