أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن المجلس واكب خلال مسيرة الـ 50 عاما الماضية النهضة الحضارية والتنمية الشاملة لدولة الإمارات طارحا قضايا الوطن ومتلمسا احتياجات المواطنين حاملا أمانة المسؤولية بإرادة وطنية تنبع من قيم الولاء والانتماء وتلاحم القيادة والشعب في ترسيخ أركان التنمية المستدامة في أرجاء الوطن في ظل مسيرتنا الاتحادية المباركة، مجسدا رؤية القيادة الرشيدة لصناعة مستقبل مشرق في وطن لا يعرف المستحيل.
وبمناسبة الذكري الـ 50 لتأسيس المجلس الوطني الاتحادي، رفع معاليه أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات لحرص سموهم الدائم على تمكين وتعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي ليكون سلطة مساندة وداعمة للمؤسسة التنفيذية في دفع مسيرة التنمية . وقال معاليه : في هذه المناسبة نستذكر المآثر العظيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" والآباء المؤسسين للاتحاد الذين بذلوا كل ما هو نفيس في تشييد صرح الاتحاد وجعل المجلس الوطني الاتحادي ركيزة أساسية في مسيرة الاتحاد . وأكد معاليه أن المجلس الوطني الاتحادي قدم تجربة برلمانية رائدة تستند على نهج الشورى المتأصل في مجتمع الإمارات ليقف هذا الصرح الوطني شامخا وشاهدا على المكتسبات الوطنية ويقدم نموذجا للشراكة الفاعلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. وأشار معاليه إلى أن المجلس الوطني الاتحادي قام بمسؤولياته الوطنية على مدار العقود السابقة بفاعلية وكفاءة وأسهم بنصيب وافر في بناء دولة عصرية يشار إليها بالبنان عبر ممارسة اختصاصاته الدستورية. وقال معاليه : بدأت دولة الإمارات مرحلة جديدة للخمسين عاما المقبلة وبهذه المناسبة نجدد التزام المجلس مواصلة دوره الوطني في مسيرة البناء والنهضة الشاملة المتوازنة التي تشهدها الدولة من خلال ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية مستلهما مبادئ "وثيقة الخمسين" والتي تعزز منظومة القيم الحضارية القائمة على السلم والسلام والحوار والتسامح والتعايش والتضامن الإنساني وهدفها الأسمى الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي وغايتها وطن يحتضن أبناءه بكل الأمن والسعادة وبناء إمارات المستقبل بروح الاتحاد والحفاظ على تراثنا الوطني وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة وتشييد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال المقبلة. وأكد معالي صقر غباش أن المجلس حرص على تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، منذ أن تولى سموه مقاليد الحكم، حيث شهدت الحياة البرلمانية والسياسية تحولات مفصلية متدرجة ارتكزت في مجملها على برنامج وطني متدرج، يجسد فكر سموه القائم على تعزيز مبدأ الشورى في ظل توسيع مشاركة المواطنين، وتفعيل دوره في إطار الإرتقاء بالعمل الوطني، ودعم سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة داخلياً وخارجياً، من خلال تبني وطرح ومناقشة كل ما من شأنه توفير الحياة الكريمة للمواطنين، باعتبارهم الثروة الحقيقية لحاضر الوطن ومستقبله والمشاركة في الحفاظ على مكتسبات وإنجازات الدولة. وأوضح معاليه أن مرحلة التمكين التي يقودها بحكمة واقتدار صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" والتي تستند في أصولها وركائزها على مبادئ وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" عززت قواعد نهج الشورى في الإمارات واتخذت الخطوات العملية لتعزيز وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية وبفضل هذا الدعم استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية فاليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ50 لتأسيس المجلس فقد شهد المجلس مرحلة نوعية جديدة لتمكين المرأة خلال الفصل التشريعي الحالي بموجب قرار صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% في خطوة تعكس توجهات الدولة المستقبلية وتمثل إنجازا كبيرا مهما يضع الإمارات في المراتب المتقدمة عالميا من حيث نسبة تمثيل المرأة في البرلمان. وقال معاليه إن المجلس الوطني الاتحادي يضع نصب عينه رؤية صاحب السمو رئيس الدولة لدور المجلس عندما قال " إن عضوية المجلس الوطني الاتحادي، على شرفها وسمو مكانتها، إلا أنها ما كانت يوماً مجرد تشريف، وإنما هي تكليف ومسؤولية وبذل وعطاء، وعمل مستمر، يقود المجتمع نحو التقدم، ويحرك مكامن القوة فيه، استكمالاً للمسيرة، وتأسيساً لنهضة تطلق العنان لطاقات المجتمع، وتحفزه لعمل خلاقٍ مبدع، فليكن قيامكم بالواجب بحجم تطلعات الوطن".