صقر غباش : ثمة فرصة كبرى لمزيد من التنسيق والتعاون بين دول العالم العربي ودول أمريكا اللاتينية

أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي ان منتدى الحوار البرلماني مع مجالس الشيوخ بأمريكا اللاتينية والكاريبي يمثل فرصة حقيقية للتباحث والتشاور حيال مختلف القضايا التي تمر بها دول العالم العربي ودول أمريكا اللاتينية بشكل خاص، وتلك التي يعيشها العالم برمته بشكل عام .

وقال معاليه - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى المنعقد حاليا في العاصمة المغربية "الرباط" - من الحقائق التاريخية التي ندركها معا، ونشعر بالفخر حيالها، أن دول العالم العربي ودول أمريكا اللاتينية، وبرغم التباعد الجغرافي القائم بينهما، تنتسب إلى أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية والتي تجلت في المساهمات الثقافية والأدبية والفنية الكبيرة التي أغنت المكتبة العالمية، والتراث البشري، والفكر الإنساني على مدى قرون زمنية طويلة .

وأكد معاليه أن كلا المنطقتين تزخران بموارد بشرية وطبيعية كبيرة للغاية يمكن الاستثمار فيها لتحقيق التنمية المستدامة التي نطمح إليها جميعا، فعلى مستوى الموارد البشرية، يبلغ عدد سكان العالم العربي أكثر من 350 مليون نسمة، يشكل الشباب الفئة الأكبر فيها، بينما يبلغ عدد سكان دول أمريكا اللاتينية أكثر من 630 مليون نسمة، معظمهم من الشباب أيضا، أما في مجال الموارد البشرية، فإن كلا المنطقتين تتميزان بالحيوية والدينامية، وفيهما احتياطي عالمي كبير جدا من الطاقة والمعادن الثمينة و رؤوس الأموال أيضا .

وقال معاليه : من هذا المنطلق، وبرغم أن العلاقات بين العالم العربي ودول أمريكا اللاتينية قد شهدت العديد من التطورات الإيجابية في السنوات الأخيرة، بيد أن هذه العلاقات لم تصل بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه في المجالات المتعددة التي يمكن لنا التنسيق والتعاون فيها، سيما الاقتصاد، والثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا، والسياحة، ومجالات أخرى ذات صلة .

وأشار معاليه إلى أنه بناء على ما تقدم، وفي ظل التطورات والمتغيرات العالمية المتعلقة بالطاقة والتغير المناخي والأمن الغذائي والأمن السيبراني التي باتت تهدد مستقبل الأجيال القادمة دون استثناء، وفي ظل المستجدات السياسية والأمنية أيضا التي يمكن لها التاثير على الأمن والسلم الدوليين، أو على التجارة والملاحة الدولية، سواء تعلق الأمر بالحروب التي قد تنشأ هنا أو هناك، أو بتمدد ظاهرة الإرهاب والتطرف العابرة للحدود، فإننا نشعر أن ثمة ضرورة كبرى لخلق مزيد من فرص التنسيق والتعاون بين دول العالم العربي ودول أمريكا اللاتينية في المجالات المختلفة التي تخدم مصالح بلداننا وشعوبنا، ومن أهمها مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء .

ونوه معاليه إلى أن تجربة دول أمريكا اللاتينية في العقود الأخيرة في مواجهة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السريعة، يمكن أن تكون أساسا قويا للحوار والتعاون مع العالم العربي، الذي يشهد تحولا وتقدما مهما في هذه المجالات .. ويمكن لأمريكا اللاتينية، بدولها الـ 34 الأعضاء في الأمم المتحدة، أن تؤثر بشكل كبير في الكثير من القضايا التي تعيشها منطقتنا العربية .

وأكد معاليه على ضرورة تنسيق رؤانا ومواقفنا البرلمانية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية بما يصب في مصلحة القضايا المشتركة التي نتشارك الرأي حيالها، وقال : لن يفوتني التأكيد هنا أن من شأن تطوير التبادل والتعاون بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي في مجال التربية والثقافة والفنون، التشجيع على فهم أفضل لحضارة ولغات وتاريخ كل منطقة، وهذا الذي يتجلى اليوم مثلا في معرض إكسبو 2020 دبي الذي يمثل اليوم أكبر منصة عالمية تحتضن أكثر من 190 دولة، تستطيع جميعا أن تستعرض ما وصلت إليه من تطور وتقدم علمي وتقني، وأن تتغنى بتاريخها وحضارتها وإنجازاتها أمام كل دول العالم الأخرى من مكان واحد.

وفي ختام كلمته، توجه معاليه بجزيل الشكر والإمتنان للمملكة المغربية الشقيقة، حكومة وشعبا، على استضافتها لهذا الملتقى الحواري، ولكل القائمين على تنظيمه، متمنيا للجميع التوفيق بما يخدم مصالح بلداننا وشعوبنا.

ضم وفد المجلس المشارك في المؤتمر سعادة كل من، سعيد راشد العابدي، والدكتور طارق حميد الطاير، وصابرين حسن اليماحي، وحميد علي الشامسي، و مريم ماجد بن ثنية ، وأحمد حمد بوشهاب ، وعذراء حسن بن ركاض، وعفراء بخيت العليلي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة الدكتور عمر عبد الرحمن النعيمي الأمين العام للمجلس، وسعادة عفراء البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني، وبحضور معالي النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي ومعالي راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية، ومعالي عزيز أخنوش، رئيس الحكومة بالمملكة المغربية.

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية