افتتحت هيئة الطرق والمواصلات اليوم (السبت)، جسراً للمشاة، يعد الأول من نوعه في إمارة دبي، له أربعة سلالم تربط الجهات الأربع على تقاطع شارع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مع الشارع الغربي، بالقرب من جميرا بيتش ريزيدنس (JBR)، مدخل منطقة المارينا، ويتميز الجسر بتصميمه الفريد الذي استوحي من طبيعة المباني في المنطقة والمواقع الساحلية، ويبلغ طول الجسر 75 متراً، وتقدر طاقته الاستيعابية بنحو 8000 شخص في الساعة في الاتجاهين.
وقال معالي مطر محمد الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات: إن تنفيذ جسور المشاة في إمارة دبي، يأتي ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، في تطوير جودة الحياة في المدينة لتحقيق السعادة للسكان، والتحول نحو النقل المستدام والأقل تلويثاً للبيئة، كما تأتي تنفيذاً لتعليمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بجعل مدينة صديقة للدراجات الهوائية، حيث تتضمن بعض جسور المشاة، مواقف ومسارات للدراجات الهوائية، ويأتي تنفيذها أيضاً في إطار استراتيجية السلامة المرورية لإمارة دبي بـــ "صفر وفاة"، لتكون إمارة دبي، الأكثر أماناً في العالم في مجال السلامة المرورية بحلول عام 2021.
وأضاف: يتميز جسر المشاة في منطقة المارينا بتصميمه المميز كأيقونة معمارية تضاف لجمالية منطقة المارينا، التي تعد مقصداً للزوار ومحبي البحر، وتوفر تجربة فريدة لساكني وزوار إمارة دبي، مشيراً إلى أن تصميم واجهة الجسر مستوحى من الطبيعة العمرانية للمنطقة، وينسجم الشكل واللون مع أشكال وألوان المباني المحيطة، ويعبر الشكل المنحني للجسر عن طبيعة الموقع الساحلي والانسيابية التي سيحققها من خلال توفير الترابط والتجانس مع المباني المحيطة، ويتيح الجسر للمشاة التنقل بين الجوانب المختلفة للتقاطع بحرية تامة، دون الحاجة للتوقف عند الإشارات الضوئية.
وأوضح الطاير أن تنفيذ جسر المشاة بهذا الحجم في منطقة المارينا، جاء لعدة أسباب منها الأعداد الكبيرة للمشاة على التقاطع، التي تتجاوز 2300 شخص في ساعات الذروة، في حين يصل عدد المركبات التي تستخدم التقاطع إلى قرابة 2000 مركبة في ساعات الذروة في كل اتجاه، ويقدر عدد الأشخاص الذين يعبرون التقاطع نحو منطقة جميرا بيتش رزيدنس في عطلة نهاية الأسبوع، بأكثر من 1000 شخص في كل اتجاه، ومن الأسباب أيضاً عبور ترام دبي للتقاطع كل ست دقائق، ووجود محطتين لترام دبي، ومواقف للحافلات، وعدم وجود أي معابر للمشاة قريبة من التقاطع.
وأكد معالي المدير العام ورئيس مجلس المديرين أن هيئة الطرق والمواصلات تولي سلامة المشاة عناية خاصة وحرصت منذ تأسيسها على توفير وسائل انتقال آمنة للمشاة لعبور الطريق، ووضعت عدة معايير يتم على أساسها اختيار مواقع تنفيذ جسور المشاة في إمارة دبي، وذلك من خلال دراسات مرورية تراعي كثافة الحركة المرورية، وعدد حوادث المشاة والوفيات، والحد الأقصى لسرعة الطريق، وعدد مسارات الطريق، وكثافة حركة السكان على جانبي الطريق، والمسافة لأقرب معبر مشاة، وموقع مواقف حافلات المواصلات العامة، إضافة للمناطق التي تتركز فيها الأسواق والمؤسسات، والمواقع التي تسجل فيها نسبة كبيرة من حوادث الدهس.
ودعا الطاير السكان من مواطنين ومقيمين وزوار إلى استخدام الجسور والأنفاق المخصصة لعبور الطريق، كما دعا سائقي المركبات إلى الالتزام بالسرعة المحددة وتخفيفها عند أماكن عبور المشاة، حرصاً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطرق.
تجدر الإشارة إلى أن عدد جسور المشاة في دبي ارتفع من 13 جسراً في 2006 إلى129 جسراً الى نهاية عام 2020، وتعتزم الهيئة تنفيذ 36 جسراً للمشاة خلال الفترة من 2021 إلى 2026 ، ليرتفع إجمالي عدد جسور المشاة إلى 165 جسراً، وانجزت الهيئة في عامي 2018 و2019، ثلاثة جسور للمشاة في شارع الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، والخوانيج، والمرابع، وسيتم في العام الجاري والعام القادم الانتهاء من تنفيذ تسعة جسور، موزعة على عدد من المواقع الحيوية، وساهمت جهود الهيئة في تحسين سلامة المشاة ساهمت في خفض وفيات حوادث المشاة في دبي بنسبة 76.6% خلال الفترة من 2007 إلى 2019.