شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ورئيس مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية حفل تخريج دفعة عام 2019 من طلاب الأكاديمية الذي أقيم في مبنى وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأبوظبي.
حضر الحفل معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة وسعادة خالد عبدالله بالهول وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
كما حضر الحفل سعادة برناردينو ليون مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية والبروفيسور إريك فواش مدير جامعة السوربون أبوظبي وعدد من أعضاء مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية ومساعدي وزير الخارجية والتعاون الدولي والوكلاء المساعدون بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والشخصيات وأولياء أمور الخريجين.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مستهل الكلمة التي ألقاها خلال الحفل " نجتمع اليوم لنحتفل بتخريج هذه الدفعة المتميزة من طلبة أكاديمية الإمارات الدبلوماسية المركز الرائد الذي نجح في تأهيل مجموعة كبيرة من المواطنين والكفاءات الوطنية ونتشرف بهم اليوم في وزارة الخارجية والتعاون الدولي لدعم تحقيق أولوياتنا الوطنية وأهداف سياستنا الخارجية ولعب دور هام في تعزيز التعاون الدولي والعلاقات الإيجابية لدولتنا الحبيبة الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف سموه " إننا نشهد اليوم وفي المستقبل تغيرات عديدة ومستمرة ومتسارعة في منطقتنا والعالم حيث تطور مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية واختلف على مر السنوات ليصبح الأداة الأهم في ترسيخ مكانة وهوية وثقافة الدول على الساحة الدولية".
وأوضح سموه أنه منذ قيام اتحاد دولة الإمارات آمنت قيادتنا بالدور المحوري الذي يلعبه الإنسان واعتبرته جوهر التنمية وغايتها وعماد النهضة والحضارة ونحن نؤمن بأنكم أنتم أبناء زايد أبناء وبنات الإمارات البارين ثروتنا الحقيقية وذخرنا كما كان يكرر الوالد الشيخ زايد رحمه الله ونأمل أن تكونوا على قدر المسؤولية لتعززوا الدبلوماسية الإماراتية وترفعوا من شأنها ومن شأن أهلكم ومواطنيكم وبلدكم الكريم وتحققوا رؤيته المستقبلية لترسخوا مكانة الدولة الرائدة".
وأكد سموه للخريجين بأننا جميعنا مسؤولون عن تمثيل دولتنا الحبيبة وهي مسؤولية جسيمة لنرسخ هويتنا ونوصل رسالتنا للعالم كدولة ذات رسالة إنسانية سامية تؤمن بالتسامح وحقوق الآخرين ونحن كدبلوماسيين نساهم في تحديد موقع الإمارات على خارطة العمل الإقليمي والدولي ومكانتها بين شعوب العالم.
وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات أكدت مكانتها الرائدة كعاصمة عالمية للتسامح وتعميق قيم الحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة فالتسامح قيمة أساسية تبني المجتمعات وتحفظ استقرارها وتضمن سعادة الشعوب لذلك حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" على ترسيخ هذه القيمة في أبناء الإمارات حيث آمن بضرورة بناء جسور التواصل والتلاقي بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام ونبذ التطرف وتقبل الآخرين وهو ذات النهج الذي سارت عليه قيادتنا انطلاقاً من إيمانها بأن التسامح هو من أهم مؤشرات رقي الدول وتحضرها وأن اختلاف الثقافات هو من أهم مكونات تكامل المجتمعات.
وعبر سموه عن فخره بالخريجين قائلا "أنتم سفراء التسامح وأنتم رهاننا للمستقبل ونحن نضع ثقتنا بكم لتقوموا بمد جسور التعاون مع دول العالم وتمثلوا الدولة خير تمثيل وتنقلوا رسالتها الإنسانية ودروسها المستفادة حول الأخوة الإنسانية إلى العالم".
وأكد سموه أن مهمة الخريجين التي يكلفهم بها وطنهم هي أن يحققوا رؤية القيادة بذهنيتهم ومعرفتهم وسواعدهم الشابة وهمتهم العالية في ترسيخ مكانة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح والتعايش وأن يقودوا المرحلة القادمة من بناء المستقبل المستدام الذي يخدم البشرية جمعاء وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071... ونحن على ثقة أنكم ستكونون أهلا لهذا الشرف والتقدير.
واختتم سموه كلمته بتهنئة الخريجين وإدارة الأكاديمية وأساتذتها وموظفيها على ثقتهم بالخريجين مشيرا إلى أن أكبر تهنئة وأكبر شرف أن يهنئ أسر الخريجين.
وأضاف " أنتم شعلة أمل لـ"الخارجية" وللإمارات أيضاً مصدر فخر لأسركم التي ربتكم تربية ناجحة مليئة بالفخر والاعتزاز وكما اليوم أفرحتم أسركم الكريمة أتطلع أن تفرحوا وطنكم ووزارتكم.
من جانبه قال سعادة برناردينو ليون إن فكرة تأسيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية نشأت لتزويد دبلوماسيي المستقبل الإماراتيين بفهم واضح للشؤون الدولية وصقل مهاراتهم وقدراتهم ليتمكنوا من التعامل مع التحديات المعاصرة والمستقبلية أثناء تمثيلهم لدولتهم في الخارج وبشكل خاص في ظل المشهد الدبلوماسي العالمي الذي يستمر بالتغير وبشكل سريع".
وأضاف: "فخورون بما حققه الخريجون الذين اجتهدوا وبذلوا الكثير وتميزوا للوصول إلى هذا اليوم ونحن على ثقة بأنهم سيستخدمون المعرفة والمهارات التي اكتسبوها وطوروها خلال سنواتهم الأكاديمية لخدمة الوطن وتقديم إسهاماتهم الإيجابية لترجمة رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة إلى واقع ملموس".
وشهد حفل تخرج أكاديمية الإمارات الدبلوماسية لهذا العام تخريج طلبة الدفعة الرابعة من برنامج دبلوم الدراسات العليا في الدبلوماسية الإماراتية والعلاقات الدولية والدفعة الثانية من برنامج ماجستير الآداب في الدبلوماسية والعلاقات الدولية الذي يتيح لخريجي برنامج دبلوم الدراسات العليا في الأكاديمية إكمال دراستهم وتعزيز مهاراتهم ومعارفهم مع التركيز بشكل خاص على القضايا الإقليمية والدولية المتعلقة بدولة الإمارات والمنطقة.
وتسلم خلال الحفل 46 طالباً وطالبة شهادات دبلوم الدراسات العليا و14 طالباً وطالبة شهادات ماجستير الآداب بعد نجاحهم في إتمام البرامج الأكاديمية ومتطلبات التخرج واستكمالهم المعايير العالية التي تؤهلهم للالتحاق به ومثل الخريجون عدة وزارات وهيئات حكومية ومؤسسات عامة.
يشار إلى أن أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تلتزم دائماً بتقديم أفضل الخبرات العلمية والعملية في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية لتلهم دبلوماسيي المستقبل الإماراتيين وتسهم في إعدادهم وتزودهم بكل ما يلزم من توجيهات سياسية ورؤى تمكنهم من استشراف القضايا الإقليمية والعالمية التي تؤثر في مكانة دولة الإمارات ليساهموا بدورهم في ترسيخ مكانتها المرموقة ويعززوا حضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية.