أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن مشروع الإمارات الفضائي ، الذي سوف يجعلنا نصل إلى المريخ ، لا يحمل آمال الإماراتيين فقط ، ولكنه يحمل معه بكل فخر واعتزاز ، آمال العرب والمسلمين، وآمال جميع الأصدقاء ، في العالم كله.
جاء ذلك في تصريح لمعاليه بمناسبة انطلاق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري ،الذي يدعمه زميله ، سلطان النيادي ، في رحلته اليوم نحو محطة الفضاء الدولية وفيما يلي نص التصريح..
" إنه من دواعي الفخر والاعتزاز ، أن نشهد اليوم انطلاق هزاع المنصوري ، رائد الفضاء الإماراتي ، إلى محطة الفضاء الدولية ، يحمل معه الفخر والاعتزاز بهوية الوطن وتراثه ، ويجسد قدرة أبناء الوطن على المبادرة والابتكار ، ويؤكد المكانة المرموقة للإمارات في مسيرة العالم ، وحرصها على بناء العلاقات والشراكات الناجحة مع كافة دوله وشعوبه .
إننا اليوم ، إنما نعتز ونفتخر بأن واحداً من أبناء زايد الواعدين ، واحداً من أبناء هذا البلد الأصيل ، ينطلق في رحلته التاريخية ، إلى محطة الفضاء الدولية ، يجسد بذلك ، مكانة شباب الإمارات في مسيرة بلدهم ، ويؤكد اعتزازه بالوطن ، وفخره بقادته ، وبتاريخه ، وبثقافته ، واعياً تماماً ، أنه يمثل في هذه المبادرة الرائدة ، ليس فقط آمال وطموحات شعب الإمارات ، في مستقبلٍ زاهر ، وإسهامٍ فاعل في إنجازات التطور في العالم ، بل إنه يجسد في الوقت نفسه ، آمال وطموحات شعوب المنطقة العربية كلها ، وذلك باعتبار أن هزاع ومعه سلطان ، هما أول رواد عرب للفضاء منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، بعد أن كانت المملكة العربية السعودية الشقيقة ، سباقة في هذا المجال.
إنه لما يدعو للسعادة والاعتزاز حقاً ، أن هزاع وسلطان ، يحملون معهم ، في رحلتهم التاريخية ، عَلم الإمارات المجيد ، الذي رفعه بيديه الكريمتين ولأول مره ، المؤسس العظيم ، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه – إنهم يحملون معهم كذلك ، علامات ودلائل ، عن ثقافة الدولة وتراثها ، يحملون معهم ، اعتزاز كبير ، بقادة الإمارات ، وأبنائها وبناتها ، وبإنجازاتها الكبيرة في كل المجالات ، بل وما تمثله دولتنا العزيزة ، من نموذجٍ حضاريٍ فريد ، يتميز بالمحبة العميقة بين القيادة والشعب ، وبما يصاحب ذلك ، من سلامٍ واستقرارٍ وتنميةٍ وتقدم ، وإسهام كامل في مسيرة النماء في العالم .
إن هذه المناسبة الوطنية الرائعة ، التي نعتز فيها ، بإنجازات اثنين من أبناء الإمارات المخلصين ، إنما هي مناسبة نعبر فيها عن الفخر والسعادة ، برؤيتنا للمستقبل ، وبما نتطلع إليه لتكون الإمارات دائماً ، في موقع القلب في مسيرة العالم .. نحن في هذه المناسبة ، نفتخر ونعتز برؤية القائد المؤسس ، المغفور له الوالد الشيخ زايد ، كما نعتز ونفتخر بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وإخوانهم ، أصحاب السمو الشيوخ ، أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد ، حكام الإمارات .. نعتز ونفتخر بشعب الإمارات المعطاء ، الحريص دائماً ، على الانفتاح على العالم ، والإسهام النشط ، في كافة المبادرات المهمة فيه.
بل إنني أقول أيضاً ، إن هذه المناسبة الوطنية الرائعة ، هي مناسبة نقول فيها ، أن علم الإمارات، وهو يرفرف في الفضاء ، يدفعنا إلى أن نتقدم بتحية وفاء وإجلال ، الى جنودنا البواسل ، وإلى شهدائنا الأبرار ، الذين هم حراس ، هذا العَلم المجيد ، قائلين لهم ، إن رحلة الفضاء هذه ، هي امتداد قوي ، لما يمثلونه لنا جميعاً ، من مصدر للإلهام ، وما يؤكدون عليه باستمرار ، من انتماء ووفاء لهذا الوطن العزيز .
حفظ الله هزاع المنصوري ، وسلطان النيادي ، وكتب لهما النجاح والتوفيق في رحلتهم التاريخية ، وجعلهم دائماً ، نموذجاً وقدوة ، في المبادرة والاقدام ، لجميع شباب الوطن .
أدعو الله سبحانه وتعالى ، أن يحفظ الإمارات ، عزيزة كريمة ، بقادتها وأبنائها وبناتها ، في ظل عَلمها المرفوع والمشرف ، والذي يجسد لنا جميعاً ، سواء على الأرض أو في الفضاء ، حب الوطن ، والولاء له ، والعمل على الإنجاز الدائم ، والعطاء المستمر ، والانفتاح على العالم ، من أجل تحقيق كل الأهداف والطموحات " .