ترأست معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجیة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد بمقر الأمانة العامة للمنظمة في مدينة جدة، بناءً على دعوة من المملكة العربية السعودية رئيسة القمة الإسلامية الحالية ودولة فلسطين والأردن وإيران، لمناقشة تطورات الأوضاع القائمة في الأرض الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأكدت معاليها في كلمتها أن الاجتماع یأتي في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، الأمر الذي يتطلب تكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة لدعم التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، بما يحفظ أرواح المدنيين ويوفر لهم المساعدات الإنسانية الضرورية، ويدعم الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
وقالت معاليها: "باشرت دولة الإمارات وفور اندلاع الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة تحركاتها الدبلوماسية المكثفة على الأصعدة كافة؛ لإعادة التهدئة مع سعيها في الوقت ذاته للحد من الأزمة الإنسانية بالسبل المتاحة كافة، وضرورة إعطاء الأولوية لحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وإيصال المساعدات الإغاثية الملحة".
وأشارت معاليها إلى أن دولة الإمارات ترفض سياسية العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ومحاولات تهجيرأبنائه من أراضيهم وهدم ممتلكاتهم ومنازلهم، كما تدين الممارسات المخالفة للقانون الدولي كافة، بما يشمل القانون الدولي الإنساني، وتطالب اسرائيل بوضع حدٍ لعنف المستوطنين وجميع الأنشطة الاستيطانية.
وقالت معاليها: "بينما نواصل دعوتنا لوقف هذه الحرب الدامية، لا بد من التأكيد على ضرورة المطالبة بحل شامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ومن خلال إيجاد مسار وأفق سياسي يقوم على خارطة طريق واضحة وشفافة وملزمة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بأمن واستقرار وحياة حرة وكريمة للشعب الفلسطيني الشقيق إلى جانب إسرائيل، ووفقا للشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة".
وأضافت: "هذا هو السبيل الوحيد لوقف أعمال العنف المتكررة وضمان أمن واستقرار الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ومعالجة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكلٍ مستدام، وهو ما يتطلب تعاونا مع الأطراف الفاعلة كافة في المجتمع الدولي لإنهاء التطرف والتوتر والعنف".
واستعرضت معاليها جهود دولة الإمارات لتقديم أشكال الدعم الإنساني كافة للشعب الفلسطيني الشقيق، حيث أطلقت عملية "الفارس الشهم 3" وسيرت جسراً جويًا لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية، مشيرة إلى أنها قامت حتى الآن بـ 200 رحلة جوية وإرسال 490 شاحنة وباخرتين من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى 20 ألف طن من الإمدادات العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه والمواد الطبية.
وأضافت معاليها: "وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات، كما وجه سموه باستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية، وتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها".
وأشارت معاليها إلى افتتاح دولة الإمارات مستشفى ميدانياً شاملاً جنوبي قطاع غزة بإشراف فريق طبي إماراتي، في إطار جهودها لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعم النظام الصحي في القطاع، كما قامت بإرسال مستشفى عائم لدعم الجهود الطبية، ومواجهة التداعيات الإنسانية الصعبة، كما أقامت ست محطات تحلية مياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب النظيفة توفر 1.2 مليون جالون يوميا.