شاركت معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع مجندات الخدمة الوطنية "الدفعة الثامنة" في لقاء وطني تنموي مجتمعي.
هدف اللقاء إلى التعرف عن كثب على الحياة العسكرية بمركز تدريب مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، وما تضيفه لهن من قوة تحمل وصبر وانضباط وترسيخ لقيم الولاء والانتماء والتضحية، علاوة على الإلمام بالمبادئ والمهارات العسكرية الأساسية، والتحلي بروح المسؤولية الوطنية والتنموية تجاه الوطن والمواطن، ما سيسهم حتما في تشكل شخصيات وطنية منجزة وواثقة ومستعدة لبذل المزيد من أجل الوطن والقيادة الرشيدة.
ووجهت معاليها تحية فخر واعتزاز لبناتنا الشامخات بزي العسكرية، وكل التقدير لقيادتنا الرشيدة التي أعلت فيهن هذه الروح الوطنية، مشيرة إلى قيمة القرار الوطني الذي اتخذته مجندات الخدمة الوطنية؛ من خريجات الثانوية والجامعات والموظفات، اللواتي لبين نداء الوطن، ردا لجزء من مكارم الوطن وعطاء قيادته الرشيدة.
وكانت معالي حصة بنت عيسى بو حميد، قد استهلت زيارتها بجولة في مركز تدريب مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، استمعت خلالها إلى إيجاز قدمته قائد المدرسة، على مراحل تدريب المجندات، وما يتلقينه من تأهيل، وما يكتسبنه من مهارات ميدانية ومحاضرات نظرية في مجالات مختلفة منها العسكرية والقيادية، وتطوير الذات والمهارات الفردية والجماعية والمتمثلة في تدريبهن على المشاة والأسلحة والرماية والإسعافات الأولية والمهارات العسكرية والجوجيتسو، إلى جانب محاضرات دينية وأمنية وتثقيفية تعزز الروح الوطنية والحس المجتمعي التنموي لديهن.
وقدمت معاليها محاضرة لمجندات الخدمة الوطنية، ارتكزت في محاورها إلى تغريدة "علمتني الحياة" لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الأخيرة في "تويتر": "علمتني الحياة أن الوطن ليس الحجارة والأسمنت، الوطن هو أبي وأمي وجدي وجدتي.. هو أخي وأختي وابني وابنتي. الوطن هم البشر، هم أهلي.. هم شعبي.. من أراد أن يخدم الوطن فليخدم الشعب.. من يقول إنه يحب الوطن فليحبهم ويحب الخير لهم ويضحي من أجلهم.. لأنهم هم الوطن وما سواهم فمجرد تراب فوقه تراب".
وخاطبت معاليها مجندات الخدمة الوطنية: "أنتن مرآة وطن الريادة والسعادة، بما تتحلين به من روح العطاء والإرادة.. تقفن اليوم أكثر ثقة واقتدارا على تحمل المسؤولية تجاه أنفسكن، وتجاه المجتمع، وأكثر وعيا بواجباتكن الوطنية تجاه الإمارات عموما. وإنه لشرف كبير لكن ولنا أيضا، أن تخضن هذه التجربة الوطنية الفريدة، من باب الوفاء للوطن والولاء للقيادة، من أجل تحمل المسؤولية والشراكة الوطنية، جنبا إلى جانب الرجل، في الدفاع عن سيادة الوطن وكرامته ومكتسباته الوطنية بكل ثقة واقتدار".
وتطرقت معاليها إلى جهود وزارة تنمية المجتمع في خدمة أبناء الوطن تحت شعار "نعمل معا.. من أجل تمكين مجتمع واعد" شارحة للمجندات، الفئات التي تعمل معها والخدمات التي تقدمها الوزارة، مشيرة إلى ما توفره القيادة الرشيدة في الدولة، للمرأة من تقدير وتفضيل واهتمام، عبر جملة من البرامج والخدمات التي تقوم عليها وزارة تنمية المجتمع، لخدمة المواطن عموما ومن أجل المرأة على وجه الخصوص، وذلك سعيا لوضع مجندات الخدمة الوطنية في صورة المشهد التنموي للوزارة الذي يستشرف مستقبلهن الاجتماعي والاقتصادي والأسري بشكل كبير.
وأوضحت أن وزارة تنمية المجتمع تختص بفئات مجتمعية مختلفة، تقدم لها الرعاية والتنمية وفق أسس تنموية مبتكرة ومتجددة، فهي تستهدف الأسرة والطفولة والشباب والفتيات المقبلين على الزواج وكبار المواطنين وأصحاب الهمم ومستحقي الضمان الاجتماعي والمتطوعين والجمعيات ذات النفع العام وتخصص لكل هذه الفئات ما يليق بها من مبادرات وأفكار ومشاريع مستدامة.
وتحدثت معاليها عن مبادرة "نحن أهلكم" التي تحفز بها العلاقات الأسرية والمجتمعية، لإظهار مزيد من العناية والاهتمام بكبار المواطنين، وعن برنامج الصنعة للأسر المنتجة الذي يستوعب أكثر من 2700 أسرة إماراتية منتجة، ترعاها وزارة تنمية المجتمع، 40% من هذه الأسر تقع ضمن فئة الشباب، ونحو 95% من إجمالي المسجلين في "الصنعة" للأسر المنتجة، هن فتيات وسيدات يدرن مشاريعهن المتناهية الصغر والمنزلية بكفاءة واقتدار، ويحققن أرباحا محفزة لهن للمواصلة في عالم التجارة والأعمال والاستثمار، وصولا إلى تحقيق وتأسيس المزيد من المشاريع الشخصية الطموحة.
وتطرقت إلى السياسة الوطنية للأسرة وما تتضمنه من أفكار ومبادرات حيوية، حيت تركز على 6 محاور هي: الزواج، والعلاقات الأسرية، والتوازن في الأدوار، ورعاية الأطفال، وحماية الأسرة، وإطار العمل إلى جانب خدمة "تآلف" للاستشارات الأسرية، التي تحقق كل يوم إنجازات ونتائج مبشرة على صعيد استعادة الثقة الأسرية وتحقيق اللحمة المجتمعية.
كما تطرقت إلى برنامج "إعداد" ومنح الزواج في إطار الدعم الذي تقدمه الوزارة للشباب المقبلين على الزواج، وإلى الأعراس الجماعية التي تنفذها الوزارة سنويا وتخص الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، وتعزز استقرارهم المادي والنفسي والاجتماعي.
وفي سياق الدعم والتمكين الذي توفره الوزارة للمجتمع، توقفت معاليها عند قصة ملهمة لشاب من أصحاب الهمم، جاء إلى إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، قاصدا التدريب والتأهيل، بعد أن سجل في منصة توظيف أصحاب الهمم التي تشرف عليها الوزارة وتأهل للعمل في غضون 8 أشهر تقريبا، وأصبح موظفا في برنامج الشيخ زايد للإسكان، وعن طريق منصة توظيف أصحاب الهمم تم التوفيق بينه وبين موظفة أخرى من أصحاب الهمم وتم عقد القرآن، وبمساعدة مسؤولة خدمات أصحاب الهمم ببرنامج الشيخ زايد للإسكان، حصل على منحة مسكن، ثم ساعدته إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في تجهيزه وبحكم أن شريكة حياته من حملة الماجستير، فقد تحفز لاستكمال دراسته الجامعية، بعد أن يتم حفل زفافه المنتظر ضمن العرس الجماعي مطلع العام المقبل.
وقالت معاليها: "هذا الشاب جاء يبحث عن عمل، فوجد الوظيفة والبيت والزوجة وحفل الزواج والدراسة أيضا.. قصته الملهمة تلك؛ هي واحدة من عشرات القصص الجميلة التي نعيشها في الوزارة بشكل مستدام".
وتقدمت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع بالشكر والتقدير إلى القائمين على مركز تدريب مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، وإلى أولياء أمور الطالبات الذين أثمرت تربيتهم هذه القيم الوطنية السامية في نفوس بناتهم.. واختتمت معاليها حديثها إلى مجندات الخدمة الوطنية بالقول: "بأمثالكن نفخر ونكبر ونرتقي إلى الأعالي.. وفقكن الله لخدمة وطننا الغالي".