ساهم صندوق أبوظبي للتنمية منذ تأسيسه في تمويل آلاف المشاريع التنموية التي ساهمت في تحسين حياة المجتمعات في الدول النامية إذ بلغ إجمالي تمويلاته واستثماراته أكثر من 84 مليار درهم استفادت منها أكثر من 88 دولة في مختلف قارات العالم.
جاء ذلك خلال لقاء لصندوق أبوظبي للتنمية في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تناول دوره التنموي على مدى أربعة عقود وجهوده في تمويل المشاريع التنموية في الدول النامية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة داخل الدولة وخارجها.
وقال سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية إن اللقاءات التي يقدمها الصندوق تأتي من منطلق حرصه على التعريف بالدور الذي يضطلع به في مساعدة الدول النامية على تجاوز تحدياتها التنموية، ودعم جهود دولة الإمارات لتحقيق استراتيجية المساعدات الخارجية.
وأضاف سعادته إن أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تعد صرحا علميا متميزا حيث تقوم بدور كبير في إعداد نخبة من أبناء الوطن للعمل في المجال الدبلوماسي وصقل مهاراتهم ليكونوا سفراء للوطن في الخارج لافتا إلى أن التواصل مع متدربي الأكاديمية يشكل محوراً مهماً في التعريف بدور الصندوق التنموي ونقل صورة واضحة عن إنجازات المؤسسات الوطنية الرائدة خارج دولة الإمارات.
وأشار سعادته إلى أن نشاط الصندوق التنموي ساهم في تصدر دولة الإمارات المركز الأول كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية على مدى خمس سنوات متتالية منذ عام 2013 كما ساهم في مساعدة المجتمع الدولي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي للتحديات التي تواجهها.
من جانبه قال سعادة برناردينو ليون مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية إن صندوق أبوظبي للتنمية قدم لدبلوماسيي المستقبل معلومات ورؤى هامة سلطت الضوء على ريادة دولة الإمارات عالميا في تقديم المنح والمساعدات الخارجية إذ يلعب التعاون الدولي دورا محوريا في دعم تحقيق مهام ورسالة صندوق أبوظبي للتنمية والتي كما حددتها قيادة الدولة الرشيدة تتمحور حول مساعدة الدول النامية على تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وهنا تبرز أهمية الدبلوماسية في دعم هذه الجهود.
وأضاف إن أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تحرص دائما على توفير تجربة تعليمية شاملة تعزز من قدرات دبلوماسيي الإمارات المستقبليين باستخدام أساليب متقدمة ومتنوعة مثل تنظيم اللقاءات والمحاضرات وجلسات النقاش التفاعلية التي يشارك فيها دبلوماسيون مخضرمون وصنّاع سياسات بارزون حيث تهدف الأكاديمية من خلال ذلك إلى إعداد الكوادر الإماراتية بشكل أفضل لمواجهة مختلف التحديات وتعزيز قدراتهم ليمثلوا الإمارات عالميا بأرقى صورة.
من جانبها تناولت فاطمة محمد البلوشي مستشار إعلامي في صندوق أبوظبي للتنمية أمام متدربي أكاديمية الإمارات الدبلوماسية أهم المرتكزات التي يستند إليها الصندوق في نشاطه التنموي، مشيرة إلى أن الصندوق تبنى استراتيجيات وسياسات واضحة في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية محلياً وفي الدول النامية بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
وقالت إن الصندوق ساهم منذ تأسيسه عام 1971 في تمويل آلاف المشاريع التنموية بالدول النامية بقيمة إجمالية بلغت حوالي 81 مليار درهم استفادت منها أكثر من 88 دولة في مختلف قارات العالم، لافتا إلى أن جهود الصندوق التنموية لم تتركز على دولة بحد ذاتها، بل استطاع الصندوق أن يتعامل مع مختلف الدول في معظم قارات العالم، وتكوين شراكات هامة مع مؤسسات تمويلية دولية لتحقيق أهدفه الاستراتيجية والنهوض بالمجتمعات وتحسين الظروف المعيشية لها.
وذكرت أن الصندوق يعمل كذلك على تحفيز التنمية الاقتصادية في الدول النامية من خلال الأنشطة الاستثمارية المتنوعة والتي بلغت قيمتها الإجمالية 3 مليارات درهم حيث يستثمر الصندوق في عدد من الشركات المنتقاة والمحافظ الاستثمارية والتي تساهم بفعالية في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، كما تلعب دوراً رئيسياً في توفير فرص العمل في الدول التي تنشط فيها.
وحول دور الصندوق في دعم الاقتصاد الوطني، أشارت إلى أنه وبعد تعديل قانون إنشاء الصندوق والمتضمن توسيع نشاطه بحيث يشمل تحقيق التنمية الاقتصادية داخل دولة الإمارات اتخذ الصندوق مجموعة من السياسات والبرامج في هذا الشأن ومن ضمنها تعديل نظام مناقصات مشروعات المنح لإعطاء الأفضلية للشركات الوطنية بنسبة 10%، وتمويل استثمارات القطاع الخاص الوطني، مما أسهم خلال السنوات العشر الأخيرة في توفير حجم أعمال للشركات الوطنية بقيمة 16.5 مليار درهم في 30 دولة. بالإضافة إلى ذلك فإن الصندوق يقوم حالياً بالعمل على إطلاق برنامج خاص لدعم الصادرات الوطنية بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2021 والرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030.
وقالت فاطمة البلوشي " نأمل أن يساهم البرنامج بتحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد الوطني ويزيد من نسبة صادرات الدولة ويمكن الصادرات الوطنية من اختراق الأسواق العالمية".
وأجابت فاطمة البلوشي على أسئلة واستفسارات المتدربين مشيدة بالمستوى المتميز والدور الكبير الذي تقوم به الأكاديمية وحرصها على فتح قنوات الحوار مع مختلف المؤسسات الوطنية.