الإمارات ضمن الأوائل عالمياً في مؤشرات المنتدى الاقتصادي العالمي

البيان

تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من إحراز تقدم بمعدّل أربع نقاط في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بالتحوّل في مجال الطاقة، وأحرزت الإمارات لنفسها مركزاً ضمن العشر الأوائل في عدد من مؤشرات التقرير الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم.

يعتمد هذا التقرير على رؤى مستمدة من مؤشر التحول في مجال الطاقة (ETI) 2020، الذي يقيس أداء 115 اقتصاداً فيما يتعلق بأدائهم الحالي فيما يخصّ أنظمة الطاقة لديهم – وذلك عبر مجالات التنمية الاقتصادية والنمو، والاستدامة البيئية، وأمن الطاقة ومؤشرات النفاذ والوصول - واستعدادهم للتحول إلى أنظمة طاقة آمنة ومستدامة ومعقولة التكلفة وشاملة.

وشهد الأداء الإماراتي تقدماً بمعدّل سبع نقاط في مؤشر التنمية الاقتصادية والنمو لتحلّ في المرتبة الـ 38 عالمياً، وتقدماً في مؤشر رأس المال والاستثمار بمعدّل ثماني نقاط. أما مؤشر البنية التحتية وبيئة الأعمال المبتكرة فشهد هو الآخر تقدماً بمعدّل سبع نقاط والذي حلّت فيه الإمارات رابعة عالمياً.

كما شهد مؤشر رأس المال البشري ومشاركة المستهلكين تقدماً بمعدّل ثلاث نقاط، ومؤشر أمن الطاقة والنفاذ إليها تقدماً هائلاً بمعدّل 24 نقطة لتصل فيه الإمارات إلى المركز السابع عالمياً.

وكانت الإمارات شهدت تحسينات متعددة على مختلف الأصعدة المتعلقة بنظُم الطاقة على مدى السنوات الست الماضية، الأمر الذي يدلّ على استعدادها لتفعيل انتقال الطاقة. هذا وإن تصدّر الإمارات في مجال استقرار المؤسسات والأطر التنظيمية، لا يزال من أهم العوامل الحاسمة تمكيناً لانتقال الطاقة. هذا ولا يزال التقدم في النمو الاقتصادي ومكونات أمن الطاقة قوياً، مع وجود إمكانية لتحسين أكبر في المستقبل من خلال الاستثمار في البنية التحتية للطاقة الجاهزة، كتقنيات الانبعاثات السلبية والهيدروجين الأخضر والشبكات الذكية.

عربياً، حلّت المغرب في المركز الأوّل متبوعة بالإمارات وعُمان. أما السعودية فحلّت ثامنة عربياً وفي المرتبة الـ86 عالمياً. على الرغم من ذلك، فإن ترتيب المملكة شهد تحسناً عن ترتيبها في تقرير العام الماضي 98، ويعتمد ذلك بشكل أساسي على التحسينات في زيادة مستويات رأس المال والاستثمار في تحويل الطاقة، والبيئة السياسية المستقرة في المملكة، كما ويعتمد على شروع المملكة في وضع خطط للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وابتكار الأولويات والثورة الصناعية الرابعة.

وبشكل عام، يجد التقرير إلى أن جائحة فيروس كورونا تلقي بظلالها على مجال التحول إلى الطاقة النظيفة وذلك من خلال تهديدها بإلغاء التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً في التحول إلى الطاقة النظيفة، وذلك بسبب حدوث انخفاضات غير مسبوقة في الطلب وتقلب الأسعار والضغط من أجل التخفيف بسرعة من التكاليف الاجتماعية والاقتصادية مما يضع مسار التحول - على المدى القريب - موضع شك.

ويخلص تقرير تعزيز التحول الفعال في مجال الطاقة لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أنه لا بد للسياسات وخرائط الطريق وأطر الحوكمة الخاصة بعملية التحول في مجال الطاقة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية أن تكون أكثر قوة ومرونة في مواجهة الصدمات الخارجية.

وكان أجبر فيروس كوفيد-19  الشركات في شتى المجالات والصناعات على التكيف مع الاضطرابات التشغيلية والتغيرات في الطلب وطرق العمل الجديدة. وقد دشنت الحكومات حزم الانتعاش الاقتصادي للمساعدة في التخفيف من هذه الآثار، إذا ما تم تنفيذها مع أخذ استراتيجيات طويلة المدى في الاعتبار، فيمكنها أيضاً تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، من خلال مساعدة البلدان على توسيع جهودها في الوصول إلى أنظمة الطاقة المستدامة والشاملة.

 قال روبرتو بوكا، رئيس قسم الطاقة والمواد بالمنتدى الاقتصادي العالمي: "إن جائحة فيروس كورونا تهيئ فرصة للنظر في التدخل غير التقليدي في أسواق الطاقة وفي التعاون العالمي لدعم الانتعاش الذي يسرع التحول في مجال الطاقة بمجرد أن تهدأ حدة هذه الأزمة الشديدة."

وأضاف: "إن الخطوة التصحيحية العملاقة هذه تمنحنا خيار تدشين استراتيجيات قوية وتطلعية مستقبلية طويلة الأمد تؤدي إلى توفير نظام طاقة متنوع وآمن وموثوق يدعم في النهاية النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي بطريقة مستدامة ومنصفة".

تُظهر النتائج التي توصل إليها تقرير عام 2020 أن 75% من الدول قد حسنت استدامتها البيئية، حتى مع بقاء متوسط المعدلات العالمية لهذا البعد في أدنى فئة من الفئات الثلاث التي تم تقييمها. ويعتبر هذا التقدم محصلة أساليب تدريجية متعددة الأوجه، بما في ذلك تسعير الكربون، وإنهاء العمل في المصانع التي تعمل بالفحم قبل الموعد المحدد وإعادة تصميم ملامح أسواق الكهرباء لدمج مصادر الطاقة المتجددة بها.

إلا أن هذا التقدم الذي تم إحرازه بصعوبة، يسلّط الضوء على قيود الاعتماد المقتصرة فقط على المكاسب الإضافية من السياسات والتقنيات القائمة لإكمال التحول إلى الطاقة النظيفة. وقد تم رصد أكبر تقدم إجمالي بين الاقتصادات الناشئة، فيما بقي أداء الدول الواقعة في ترتيب 10% الأعلى محافظاً على ثباته منذ عام 2015، الأمر الذي يشير إلى الحاجة المُلحة لإيجاد حلول تقدمية فعالة - وهي أحد الأمور التي يهددها فيروس كورونا.

مؤشر التحول في مجال الطاقة لعام 2020

 

تتصدر السويد (1) مؤشر التحول في مجال الطاقة (ETI) للسنة الثالثة على التوالي، تليها سويسرا (2) وفنلندا (3). وكانت كلّ من فرنسا (8) والمملكة المتحدة (7) هما الدولتان الوحيدتان في مجموعة العشرين اللتان ظهرتا في المراكز العشرة الأولى. ومع ذلك، فإن لهما سمات مشتركة، مثل خفض دعم الطاقة، وتقليل الاعتماد على الواردات (وبالتالي تحسين الأنظمة الأمنية الناشئة)، وتحقيق مكاسب في كثافة الطاقة من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الالتزامات السياسية لمتابعة التحول الطموح في مجال الطاقة وأهداف تغير المناخ.

وشهدت بقية دول مجموعة العشرين أداءً متبايناً. وقد بذلت مراكز الطلب الناشئة مثل الهند (74) والصين (78) جهوداً متسقة لتحسين البيئة المواتية، والتي تشير إلى الالتزامات السياسية ومشاركة المستهلكين والاستثمار والابتكار والبنية التحتية، من بين أمور أخرى.

في حالة الصين، أدت مشاكل تلوث الهواء إلى تدشين سياسات للسيطرة على الانبعاثات والحد منها وتحويل المركبات إلى التشغيل بالكهرباء وتطوير أكبر قدرة في العالم فيما يخص محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومحطات طاقة الرياح البرية.أما فيما يخصّ  الهند، فقد جاءت المكاسب من برنامج توسيع الطاقة المتجددة بتكليف من الحكومة، والذي تم توسيعه ليصل إلى 275 جيجاوات بحلول عام 2027.

كما حققت الهند خطوات كبيرة في كفاءة الطاقة من خلال الشراء المكثف لمصابيح الليد، والعدادات الذكية، وبرامج وسم الأجهزة وتصنيفها. وتجري تجربة تدابير مماثلة لخفض تكاليف المركبات الكهربائية.

وفي الوقت نفسه، كان الاتجاه إيجابياً إلى حد ما في ألمانيا (20) واليابان (22) وكوريا الجنوبية (48) وروسيا (80). حيث أظهرت ألمانيا التزاماً قوياً بالتخلص التدريجي من الفحم وإزالة الكربون وخفض انبعاثاته من الصناعة من خلال استخدام الهيدروجين النظيف، ولكن القدرة على تحمل تكاليف خدمات الطاقة كانت تمثل تحدياً.

وتواجه كل من اليابان وكوريا معوقات طبيعية كمستوردين صافييّن للطاقة. ومع ذلك، تظل بيئة الأعمال المبتكرة وتطوير البنية التحتية والالتزام السياسي بمثابة عوامل داعمة رئيسية في كلا البلدين. في روسيا، لا يزال قطاع الطاقة ركيزة قوية للاقتصاد ولا يزال يحتل مكانة عالمية في مجال أمن الطاقة، على الرغم من أن التقدم في الاستدامة البيئية كان متوسطاً.

من ناحية أخرى، شهد ترتيب الولايات المتحدة (32)، وكندا (28)، والبرازيل (47)، وأستراليا (36) على مؤشر ETI إما ثباتاً أو تراجعاً. وتؤكد هذه التحديات مدى تعقيد التوازنات المتأصلة في التحول في مجال الطاقة. في الولايات المتحدة، كانت الرياح المعاكسة والعوامل المناوئة مرتبطة في الغالب ببيئة السياسات، بينما بالنسبة لكندا وأستراليا، تكمن التحديات في موازنة تحول الطاقة مع النمو الاقتصادي نظراً لدور قطاع الطاقة في نظاميهما الاقتصاديين.

ولا بد من الإشارة إلى أن تحقيق 11 دولة فقط من أصل 115 لتحسينات مطردة ومتزايدة في درجات مؤشر ETI منذ عام 2015 تظهر مدى تعقيد التحول في مجال الطاقة. تعد الأرجنتين (56) والصين (78) والهند (74) وإيطاليا (26) من بين الدول الكبرى الذي تحقق تحسينات سنوية متسقة. في الوقت الذي حققت فيه دول أخرى مثل بنجلاديش (87) وبلغاريا (61) وجمهورية التشيك (42) والمجر (31) وكينيا (79) وسلطنة عُمان (73) مكاسب هائلة مع مرور الوقت.

من ناحية أخرى، تراجع أداء كلّ من كندا، وتشيلي (29)، ولبنان (114)، وماليزيا (38)، ونيجيريا (113)، وتركيا (67) منذ عام 2015. أما الولايات المتحدة فقد تراجعت إلى ما بعد ترتيب الـ 25% الأوائل للمرة الأولى، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التوقعات التنظيمية غير المؤكدة للتحول في مجال الطاقة.

حققت أكثر من 80% من الدول تحسناً في الأداء في مجال الحصول على الطاقة وأمن الطاقة منذ عام 2015، إلا أن التقدم في الدول النامية في آسيا وأفريقيا لا يزال يمثل تحدياً، حيث لا بد لبرامج الحصول على الطاقة في هذه المناطق إلى إعطاء الأولوية للخدمات المجتمعية، مثل إنارة الشوارع وتدفئة المناطق والتبريد ومخازن التبريد لحفظ المواد الغذائية والأدوية والصرف الصحي في المناطق الحضرية وإدارة حركة المرور.

في الأنظمة الاقتصادية المتقدمة، يتم تعريف "الحصول" من خلال القدرة على تحمل التكاليف. تمثل فواتير الخدمات والمرافق حصة متزايدة من إنفاق الأسر والعائلات، وهو تحدٍ يمكن أن يتفاقم بسبب الشكوك الاقتصادية الناجمة عن أزمة كورونا. علاوة على ذلك، فإن أمن الطاقة معرض بشكل متزايد للظواهر الجوية المتطرّفة مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات - والتي تتزايد من حيث تكرار حدوثها وشدتها - وللهجمات السيبرانية.

في حين أن الفجوات الكامنة بين ما هو مطلوب، وما يتم الالتزام به، وما يُحتمل تحقيقه تبقى واسعة، فإن الاضطرابات المركبة الناجمة عن فيروس كورونا أدت إلى زعزعة استقرار نظام الطاقة العالمي مع نكسات محتملة قصيرة المدى. نهايةً، لا بد من بذل جهود أكبر لضمان ألا نكتفي بالحفاظ على الزخم الأخير فحسب، بل أن يتم تسريعه من أجل تحقيق الأهداف الطموحة المطلوبة

الاكثر من اقتصاد

  • "أوبك+" تؤكد التزامها باستقرار السوق وتقرر زيادة إنتاجها تدريجياً اعتباراً من مايو 2025

    أكدت 8 دول من تحالف "أوبك+" تشمل الإمارات والمملكة العربية السعودية، وروسيا، والعراق، والكويت، وكازاخستان، والجزائر، وسلطنة عمان، التزامها باستقرار سوق النفط، وذلك في ضوء استمرار تحسن أساسيات السوق والتوقعات الإيجابية.

  • الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة إلى أمريكا تدخل حيز التنفيذ

    دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات المستوردة إلى أمريكا حيز التنفيذ اليوم، وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع أسعار المستهلك، وبدأت السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة تخضع لرسوم إضافية نسبتها 25% فيما ستدخل رسوم جمركية مماثلة على قطع الغيار حيز التنفيذ الشهر المقبل

  • الصين تطالب أمريكا بإلغاء فوري للرسوم الجمركية

    طالبت الصين اليوم الخميس الولايات المتحدة بإلغاء أحدث رسومها الجمركية على الفور وتوعدت باتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة حول العالم

  • ترامب يستهدف 4 دول عربية برسوم جمركية مرتفعة

    استهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 4 دول عربية برسوم جمركية مرتفعة وهي العراق 39% والجزائر 30% وتونس 28% والأردن 20% وأعلن ترامب أمس أنه سيوقّع أمرا تنفيذيا تاريخيا يفرض بموجبه رسوما جمركية متبادلة على واردات بلاده من دول "في العالم أجمع"

  • سالم بن سلطان القاسمي يبحث مع وفد صيني التعاون في مجال الاستثمار

    بحث الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي خلال استقباله وفد شركة خدمات التصميم الهندسي المحدودة "قوانغدونغ تشويو آر تشي تيك تور" الصينية، تعزيز التعاون في مجال الاستثمار وقطاع البنية التحتية، وأعرب عن أمله في الاستفادة من الخبرات الصينية في ضوء ما تتمتع به من قدرات متطورة

أخبار محلية

  • وزارة الصحة تحتفل بـ"يوم الصحة العالمي"

    تحتفل وزارة الصحة ووقاية المجتمع بـ"يوم الصحة العالمي" تحت شعار "بداية صحية لمستقبل واعد" للتركيز على تعزيز صحة الأمهات والمواليد لضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة، وتنفذ الوزارة بهذه المناسبة التي تصادف 7 أبريل من كل عام، أنشطة توعوية لتسليط الضوء على أهمية صحة الأم والطفل

  • الطقس المتوقع في الإمارات غداً

    توقع المركز الوطني للأرصاد، أن يكون الطقس غداً صحوا بوجه عام وغائما جزئيا أحياناً، ورطبا ليلاً وصباح الثلاثاء على بعض المناطق الساحلية، والرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحياناً شمالاً وشرقاً مثيرة للغبار نهاراً

  • رئيس أوزبكستان يستقبل وزير الطاقة والبنية التحتية

    استقبل فخامة شوكت ميرضائيف، معالي سهيل بن محمد المزروعي، خلال زيارته لجمهورية أوزبكستان، تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لاسيما في الطاقة المتجددة والنقل والخدمات اللوجستية، وأعرب الجانبان عن قوة العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين الإمارات وأوزبكستان

  • وزير الشؤون الاجتماعية في ميانمار يشيد بالدور الإنساني البارز لدولة الإمارات

    أشاد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة ميانمار، بالدور الإنساني البارز لدولة الإمارات، وما تقدمه من دعم فعال وسريع للدول المتأثرة بالكوارث الطبيعية، مؤكداً أن حضور الفريق الإماراتي أسهم بشكل ملموس في إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المتضررين.