شهد اليوم الأول من المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في دورتها الثالثة انعقاد مجموعة عمل شارك فيها خبراء من مختلف المنظمات العالمية الرائدة لتطوير برنامج لقادة المستقبل والذي يهدف إلى إعداد قادة المستقبل وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات والمساهمة في تحقيق الخير للمجتمعات الإنسانية، وتعزيز الإزدهار العالمي إضافة إلى تأسيس شبكة من قادة المستقبل القادرين على قيادة مؤسساتهم بما يساهم في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وخطة التنمية المستدامة للعام 2030 من خلال توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
و يعتمد البرنامج الجديد نهجا شموليا لتدريب القادة بما يساهم في تعزيز الخبرات الثقافية والتكنولوجية والإدارية وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعزيز التنمية البشرية وتحقيق الاستدامة.
وضمت قائمة الخبراء المشاركين في مجموعة العمل كلا من سما مبانج، رئيس قسم التحول الرقمي والأعمال الصناعية في شركة دايملر، وروث بومفري، مديرة الأبحاث في مؤسسة "لويدز ريجستر"، وأليكسا ويليامز، رئيسة قسم التعلم لمنطقة الشرق الأوسط في شركة سيمنس، وحسين مراد، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إنسبايراتوس" وشركة "يوبيسيا"، وسيرجان سوسيك، المدير في جمعية الإمارات للطبيعة، وكيث جيفري، مؤسس شركة بريك ثرو للتدريب والاستشارات، وكريس مويل، المدير الإداري لشركة "ذا روبوتكس هب"، وبرنارد ميرسون، كبير المسؤولين الفخري لقسم الابتكار لدى "آي بي إم"، وديفيد ليل أيالا، المستشار الأول للسياسات - تكنولوجيا التصنيع وسياسة الابتكار في قسم الروابط السياسية بمعهد التصنيع في جامعة كامبريدج، وبريان فيديك، مدير الشراكات بمكتب الشراكات الاقتصادية في جامعة بيتسبرغ.
و قال الدكتور برنارد مايرسون : " كلي فخر بالمشاركة في وضع الأسس الأولى لهذا البرنامج المبتكر خاصة مع تزايد عدد الشركات التي تهتم بإيجاد حلول للتحديات الملحة التي يواجهها عالمنا اليوم.. و نحتاج لمواجهة هذه التحديات إلى برامج تدريبية شاملة وعالمية مخصصة لقادة المستقبل" .. مشيرا إلى أن "برنامج قادة المستقبل" يمكن أن يساعد في تزويد القادة الشباب بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات الصعبة من خلال التوظيف الأمثل لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة".
و ناقشت مجموعة العمل التحديات التي تواجه القطاع الصناعي والاقتصادات في جميع أنحاء العالم و الدور الذي يمكن أن يلعبه القادة في مواجهة هذه التحديات.. واتفق المشاركون على الحاجة الملحة لإطلاق برنامج يساعد في إعداد جيل جديد من قادة المستقبل يتمتع بالمهارات اللازمة لتشجيع المؤسسات والشركات على تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة للعام 2030.
كما تناولت مجموعة العمل دور البرنامج في الدفع باتجاه التغلب على التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.. و سلط الخبراء الضوء على العقبات التي يجب على البرنامج التغلب عليها و الفرص الجديدة المحتملة واتفقوا على خارطة طريق لتطوير البرنامج خلال الأشهر المقبلة، والتي تتضمن إنشاء شبكة عالمية من الشراكات للمساعدة في إطلاق البرنامج.
وقال سما مبانج : "علينا إعادة تقييم أولوياتنا لمرحلة ما بعد الوباء، ومن الضروري أن نبني جيلا جديدا من القادة القادرين على قيادة شركاتهم لتحقيق الأرباح وفي الوقت نفسه المساهمة في التصدي لبعض أكبر التحديات التي تواجه العالم حاليا و التي أصبحت أكثر إلحاحا في ضوء التطورات العالمية الأخيرة .. و يمكن "لبرنامج قادة المستقبل" أن يلعب دورا كبيرا في إعادة صياغة أولويات الأعمال، وأن يقدم نموذجا فريدا لبرامج إعداد القادة على المستوى العالمي".
يهدف البرنامج إلى سد فجوة المهارات بين مخرجات المؤسسات التعليمية ومتطلبات سوق العمل، وتوفير فرص متساوية للشباب المتميز، وإعدادهم لمواجهة التحديات، وخلق تجربة عالمية في التدريب والتعليم، تحت اشراف وتوجيه قادة القطاع الصناعي.. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ البرنامج في مناطق مختلفة من العالم ليكون متاحا أمام مرشحين من الدول المتقدمة والنامية والأقل نموا.
وتعليقا على البرنامج، قال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: " يتوجب على قادة المستقبل من الشباب أن يكونوا قادرين على التعامل مع التقنيات الجديدة والكم الكبير من البيانات والمعلومات التي تولدها هذه التقنيات بفعالية وأمان، خاصة وأنها تتطور بمعدلات غير مسبوقة و تصبح أكثر تعقيدا يوما بعد يوم..
لذا لابد من اكتساب مهارات شخصية تمكنهم من التعامل مع هذه التحديات بكفاءة، والمساهمة في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة للعام 2030 ".