تشكل مبادرة "سند" التي تنفذها كليات التقنية العليا منذ العام 2017 أحد المبادرات التعليمية الرائدة التي تدعم جاهزية الخريجين الجدد لسوق العمل.
وتعد "سند" بمثابة برنامج للإعداد الوظيفي يمكن المنتسبين من الحصول على شهادة خبرة عملية تدعم جاهزيتهم للالتحاق بسوق العمل.
وتركز المبادرة على استقطاب الخريجين الجدد الباحثين عن فرص عمل ومنحهم فرصة للتوظيف بالكليات في وظائف إدارية مختلفة لمدة تتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر يكتسبون خلالها مهارات وظيفية وتطويرا مهنيا بما يؤهلهم لدخول سوق العمل محملين بالخبرة المهنية ويدعم سياسة التوطين في الدولة.
واستقطب برنامج "سند" بكليات التقنية العليا منذ انطلاقه في العام الأكاديمي "2017/2018" و حتى الآن نحو 214 خريجا وخريجة على مدى 9 دفعات وحاليا تم تعيين 42 منهم بعقود عمل ثابتة في وظائف مختلفة بالكليات ولايزال 15 منتسبا للبرنامج يعملون بعقود مؤقتة إضافة إلى من أنهوا فترة الانتساب لسند وحصلوا على شهادات خبرة أتاحت لهم فرص وظيفية في جهات عمل مختلفة حيث ساهم "سند" في إعدادهم وتأهيلهم وظيفيا من خلال إتاحة الفرصة لهم للعمل في الكليات بعقود مؤقتة ومنح "شهادة خبرة " لكل من أتم الفترة المحددة من العمل بالتزام ونجاح بما يدعم فرص توظيفهم في مختلف مؤسسات العمل لمساعدتهم في تجاوز عقبة "غياب الخبرة" لدى الخريجين الجدد.
وأكد سعادة الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا أهمية مبادرة "سند" في دعم سياسة التوطين ومنح الخريجين الجدد من الكفاءات الوطنية فرصة تطوير مهاراتهم وخبراتهم الوظيفية بما يدعم توظيفهم في مختلف مؤسسات العمل وأولها الكليات .. معربا عن فخر الكليات بالكوادر الوطنية التي تم تعيينها لديها سواء بعقود عمل دائمة أو مؤقتة.
وقال في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات "وام" .. إن برنامج "سند" ينفذ من خلال آلية عمل تمكن الملتحقين به من فهم بيئة العمل الواقعية ومعايشتها بكل جوانبها بدءا من التقدم للوظيفة ومرورا بتقديم السيرة الذاتية ومن ثم إجراء المقابلة الشخصية مع المرشحين وعقب التأكد من كفاءة وجدية المرشحين يتم توقيع العقود معهم مدتها من ثلاثة إلى ستة أشهر.
وبين سعادته أن برنامج "سند" ليس مجرد تجربة أو تدريبا مهنيا بل هو إعداد وظيفي وفرص عمل حقيقية للخريجين الجدد .. لافتا إلى أن نجاح البرنامج دفع لتطويره هذا العام والانطلاق به نحو مرحلة جديدة تحت مسمى "مسار قيادات المستقبل" والذي سيساهم في تمكين الكفاءات الوطنية الشابة لقيادة منظومة هذه المؤسسة التعليمية الرائدة مستقبلا.
وتعمل موزة المهيري خريجة كليات التقنية حاليا "بعقد دائم" في إدارة الاتصال بالكليات بعد أن التحقت ببرنامج "سند" بعقد مؤقت وعملت على مدى 6 أشهر في إدارة الاتصال .. مؤكدة أنها اكتسبت خبرة جيدة لأنها تعمل كأي موظف عادي من حيث الالتزام بساعات الدوام الرسمية والتكليف بمهام ضمن إدارة الاتصال تتعلق بالاتصال الداخلي والمشاركات الخارجية للكليات.
.. فيما تعرفت زينب تيماس خريجة تخصص اتصال تطبيقي على مبادرة "سند" من خلال رسائل البريد الالكتروني المرسلة من الكليات للخريجين ومن خلال زميلات لها خضن التجربة .. مشيرة إلى أن "سند" مبادرة متميزة من كليات التقنية تمنحها الخبرة والمهارات المهنية.
ووجدت ميثاء المطيري خريجة الكليات في برنامج "سند" فكرة جديدة تدعم فرصتها للتوظيف خاصة أنها لم تحصل على الوظيفة المناسبة إلى الآن وجاء "سند" ليمنحها فرصة العمل وتطبيق مهاراتها واكتساب خبرات جديدة في بيئة عمل متكاملة.
والتحق أحمد آل علي خريج العام 2017 تخصص تقنية المعلومات ببرنامج "سند" حيث تعرف إلى الخبرات والمهارات والتحديات التي يمكن أن يواجهها كموظف .. وقال إن عمله ساهم في تطوير الكثير من مهاراته وخاصة ما يتعلق بالعمل كفريق والتواصل الفعال وحل المشكلات وإدارة الوقت والالتزام.
وينطلق برنامج "سند" خلال العام الحالي 2019 برؤية جديدة تركز على المستقبل والاستثمار في الكفاءات الوطنية من خريجي وخريجات كليات التقنية حيث تم الإعلان عن خطة تطوير للبرنامج بعنوان " مسار قيادات المستقبل " للكليات والتي ستساهم في إعداد الخريجين الجدد وظيفيا وتمكينهم ككفاءات وطنية مؤهلة لتولي قيادة منظومة هذه المؤسسة التعليمية الرائدة في التعليم التطبيقي مستقبلا.
وتأتي هذه النقلة النوعية لمبادرة "سند" بعد النجاح الذي تحقق منذ إطلاق البرنامج كما تم تأسيس مكتب "سند" ضمن إدارة الموارد البشرية في الكليات هدفه متابعة كل ما يتعلق بشؤون المنتسبين للبرنامج منذ التقديم والمقابلات وحتى مراحل عملهم في الكليات وأدائهم للمهام الموكلة لهم حيث يحصل كل من ينتسب لسند على عقد عمل مؤقت لمدة 3 إلى 6 أشهر وتوكل إليه مهام عمل كأي موظف آخر.
كما يخضع لكل القوانين والنظم المعمول بها في المؤسسة ومع المرحلة الجديدة للبرنامج يتم العمل على تمكين منتسبي "سند" من التفاعل مع المبادرات والانشطة الاستراتيجية وجعلهم أقرب لصناع القرار في المؤسسة ليتعرفوا على آليات اتخاذ القرار بما يكسبهم خبرات قيادية تدعم إعدادهم للمستقبل.