استضافت إمارة دبي النسخة الخامسة من "المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل" والمعرض الضخم المصاحب الذي تنظمه هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" لاستشراف مستقبل قطاع النقل العالمي وذلك بحضور أكثر من 450 مشاركا من كبار منتجي ومصنعي المركبات حول العالم من 22 دولة بين مطوري التكنولوجيا والخبراء والجهات الحكومية
وشهد المؤتمر تنفيذ أول تجربة قيادة ذاتية لمركبة ثقيلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في رحلة بين إمارتي أبوظبي ودبي لمسافة تصل تناهز 140 كيلومترا وهي أطول تجربة لهذا النوع من المركبات في دولة الإمارات وربما في البلدان المجاورة.
وشهدت الدورة الخامسة من المؤتمر والمعرض المصاحب حضورا دوليا مميزا حيث تستقبل هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" للمرة الأولى السيد سيرجيو موجيكا سكرتير عام المنظمة الدولية للتقييس "آيزو" والسيد الدكتور جوناثان رايشنتال كبير موظفي المعلومات السابق في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية هو رائد تكنولوجيا وفائز بجائزة أفضل مديري تقنية المعلومات في "سيليكون فالي".
وقال سعادة عبدالله المعيني مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" الجهة المنظمة للحدث إن الهيئة تسعى من خلال استضافة وتنفيذ هذه الفعالية السنوية الأكبر على مستوى المنطقة للجهات الحكومية والشركات الرائدة في مجال التنقل الذكي والمستدام الانسجام مع توجهات حكومة دولة الإمارات والأجندة الوطنية في مؤشرات البيئة المستدامة والبنية التحتية المتكاملة.
وأضاف أنه انطلاقا من حرص هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" على تنفيذ رؤية قيادة وحكومة دولة الإمارات في جعل الدولة من أولى الدول عالميا في استخدام المركبات الذكية وذاتية القيادة في مؤشرات البنية التحتية للنقل وانسجاما مع الأجندة الوطنية 2021 وجاهزية البنية التحتية للاتصالات لاستغلال الفرص التي تتيحها لتعزيز تنافسية دولة الإمارات فإننا ندرك أن التقدم التكنولوجي المرتكز على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة يشكل مفتاح التطور في هذا الملف.
وتستهدف هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" أن تكون مرجعية دولية في توفير البنية التشريعية والفنية التي تشجع على جذب الابتكارات والصناعات المتقدمة الى الدولة وتفتح الطريق أمام الشركات العالمية المصنعة إلى تزويد السوق المحلية بأحدث ما توصلت إليه صناعة وسائل النقل حول العالم.
وأشار سعادته إلى أن مستقبل قطاع المركبات والنقل سيختلف بشكل جذري عن ماضيه حيث تتلاقى العديد من التوجهات التي تشمل لا مركزية إنتاج الطاقة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لإحداث تغييرات جذرية في منظومة النقل والتنقل وكذلك أسس وأهداف التنقل الكهربائي ومستقبل النقل في المدن الذكية ومواجهة تحديات أمن الإنترنت في التنقل المتصل والذاتي.
وتابع: "سنستمع إلى مبادرات مثل مبادرة الهيدروجين العالمية وتكنولوجيا خلايا الوقود وسلوك المستخدمين وحلول التنقل الذكي واستخدام أنظمة التنقل الذكي في تحسين كفاءة النقل ومحطات شحن المركبات الكهربائية ومحطات الطاقة الشمسية ضمن ثماية محاور رئيسة تشكل نقلة نوعية في التفكير العالمي لقطاع النقل الحديث".
وقال المعيني إن الهيئة ستعرض في الدورة الحالية من المؤتمر المتطلبات الإماراتية لمركبات خلايا الهيدروجين والمتطلبات الفنية الإماراتية لمركبات القيادة الذاتية كما سيتم تنظيم ورشة لجهات الاستجابة السريعة للحوادث مثل الشرطة والإسعاف والدفاع المدني حول التعامل مع المركبات الكهربائية أثناء الحوادث.
واضاف أن الدورة الحالية ستشهد استضافة الهيئة لاجتماع تنسيقي مع المنظمة الدولية للتقييس "ISO" فضلا عن دراستي حالة عالميتين للمملكة المتحدة وهولندا حيث ستعرض دراسة حالة حول البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية- المملكة المتحدة وتجربة مدينة أمستردام الهولندية في المركبات المتصلة والذاتية.
واشار إلى أن المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل في دورته الحالية يشهد إقبالا دوليا وإقليميا لافتا حيث سيحضره نحو 450 مسؤولا وخبيرا ومشاركا ويضم متحدثين من 25 دولة حول العالم كما شهد زيادة في عدد الرعاة ليصل إلى 34 مؤسسة وشركة راعية مسجلا بذلك زيادة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة حيث شهدت الدورة الأولى حضورا لـ236 مسؤولا من 15 دولة.
وذكر أن "تقنيات الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة في التقدم التكنولوجي المبني على الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء واتصالات الجيل الخامس وغيرها من حلول التنقل الحديثة تتسارع مؤدية إلى نظم نقل مختلفة للغاية في المستقبل وإنه من المهم بالنسبة لمزودي حلول التنقل والمطورين أن يفعلوا أدواتهم لاستباق الأحداث وتوقعها مستقبلا وأن يقيموا مدى صلاحية النماذج الحالية ويتساءلوا عما إذا كان يتم التنبؤ بالتطورات المستقبلية بشكل صحيح .
من جهته قال المهندس خلف خلف مدير إدارة المواصفات في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" إن دولة الإمارات أصبحت مركز أبحاث وجذب لمطوري المركبات الكهربائية ومركبات خلايا الوقود الهيدروجينية والمركبات ذاتية القيادة نظرا لتوفر البنية الفنية والتشريعية ونحن في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس نعمل باستمرار على تطوير الأطر اللازمة لإدخال حلول التنقل الجديدة ودعم الابتكار المستدام.
واضاف: "نحرص على تطبيق أحدث التطورات التقنية الحديثة في مجال النقل وتأمين السلامة في المركبات والطرقات للأفراد والممتلكات وهو ما دفعها بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والشركات العالمية والمنظمات الدولية إلى إعداد مشروع متطلبات المركبات ذاتية القيادة وتهيئة البنية التشريعية للدولة لخدمة هذا الهدف وبما يتواءم مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة".
ونوه خلف بما تشهده الدورة الحالية من تطور على صعيد شركاء الهيئة من المؤسسات العلمية والأكاديمية حيث ترعى الفعالية العام الجاري جامعات نيويورك – أبوظبي والإمارات العربية المتحدة والشارقة ويسعدنا أن نعمل مع القطاع الأكاديمي والجامعات من خلال المؤتمر الذي سيدعم الأبحاث التي أجرتها الجامعات في المنطقة في مجال النقل المستدام وتطوير البنية التحتية الداعمة والابتكار الرقمي في مجال التنقل ..كما ترعى الحدث الدولي عدد من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية هي الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية وهيئة تنظيم الاتصالات وهيئة التأمين ومواصلات الإمارات وهيئة كهرباء ومياه دبي ومؤسسة دبي للإعلام ودائرة النقل في أبوظبي ومركز النقل المتكامل أبوظبي ومنظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية.
من جانبه ناقش نيكولاس فليوري نائب الأمين العام للمنظمة الدولية للمعايير "آيزو" التحديات والفرص التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة ودور التشريعات التنظيمية في دعم نموها ..وقال إن المركبات تعد العصب المحرك للحياة وهي أساس حرية التنقل التي تعتبر أحد أبرز حقوق الإنسان كما ويعد التنقل الداعم الأهم للنمو الاقتصادي نظرا لدوره المحوري في انتقال البضائع حول العالم ويلامس قطاع التنقل حياة الجميع حيث يسهم في تشكيل حياتنا ورسم ملامح العالم من حولنا وبالنظر للتحديات والفرص التي توفرها التقنيات الحديثة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن التعاون والعمل المشترك ووجود اتفاق مشترك على مستقبل القطاع يدعم قدرتنا على الوصول إلى نتائج أفضل، تتجاوز بأهميتها حجم جميع النجاحات الصغيرة التي أدت إليها.
وأضاف أنه لن نتمكن من الاستجابة للتحديات الرئيسية التي تواجهنا مثل أثر التغير المناخي ولعل هذا ما يفسر دور اعتماد معايير عالية لقطاع التنقل في تغيير شكل العالم وأؤمن بأن المعايير تلعب دورا محوريا في دعم هذه التقنيات ومنهجيات العمل.
وشهدت الجلسات الحوارية مناقشة موضوعات متنوعة منها إنتاج الطاقة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي نظرا لأهمية دورها في إحداث تغييرات جذرية في منظومة النقل ضمن ثمانية محاور رئيسة تشكل نقلة نوعية في التفكير العالمي لقطاع النقل الحديث.
وسلط الخبراء والمشرعون الدوليون المشاركون في المؤتمر خلال كلماتهم وخلال الجلسات الحوارية المختلفة الضوء على خبراتهم ورؤاهم حول مستقبل التنقل والمركبات ذاتية القيادة وتم الكشف عن شاحنة "أكتروس" من "مرسيدس" أول آلية ثقيلة شبه ذاتية القيادة والتي تمكنت من قطع الرحلة بين دبي وأبوظبي لتؤكد على الآفاق الكبيرة التي يمكن تحقيقها بفضل هذه الآليات في نقل البضائع.
وتم على هامش المؤتمر استضافة اجتماع تنسيقي مع المنظمة الدولية للمعايير فضلا عن دراستي حالة عالميتين من المملكة المتحدة وهولندا حيث ستعرض دراسة حالة حول البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية - المملكة المتحدة وتجربة مدينة أمستردام الهولندية في المركبات المتصلة وذاتية القيادة.
كما انطلق اليوم المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يسلط الضوء على أحدث المركبات الكهربائية التي تطرحها بعض أهم الشركات في القطاع مثل "إم جي" و"بي إم دبليو" و"ميتسوبيشي" و"بورشه" و"شيفروليه" و"جاغوار" و"لاند روفر