فقد أربعة لاعبين ومدرب لكرة القدم حياتهم خلال الشهر الحالي، لتظهر على السطح الكثير من الأسئلة الحائرة. فكيف يمكن أن يفقد رياضيون يتمتعون بأفضل نظام غذائي وصحي حياتهم بسبب أمراض القلب؟
ففي مصر، توفي أدهم السلحدار، نجم فريق الإسماعيلي السابق والمدير الفني لفريق المجد السكندري وذلك بعد تعرضه تعرضه لأزمة قلبية بعد تسجيل فريقه لهدف الفوز في الثواني الأخيرة في إحدى مباريات دوري الدرجة الثانية المصري.
وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري، أعلن نادي "تورنادو" الإندونيسي - أحد أندية دوري الدرجة الثالثة لكرة القدم - وفاة حارس مرماه توفيق رمزي بعد اصطدامه بأحد لاعبي الفريق المنافس خلال المباراة، لينقل اللاعب إلى المستشفى متأثراً بإصابة خطيرة في الرأس فارق الحياة على إثرها.
كما توفي مخلد الرقادي (29 عاماً) لاعب نادي مسقط العماني بعد نقله إلى المستشفى إثر سقوطه أثناء عمليات الإحماء. وكشفت تقارير إعلامية عمانية عن إصابة الرقادي بنوبة قلبية شديدة أثناء التدريب أدت إلى وفاته.
وفي الجزائر، توفي قائد فريق مولودية سعيدة الجزائري سفيان لوكار (29 عاماً) إثر نوبة قلبية خلال مباراة فريقه ضد نادي جمعية وهران. وسقط سفيان على رأسه بعد أن اصطدم بحارس مرمى الفريق المنافس، لكنه أكمل المباراة بعد أن تلقى الإسعافات الأولية، ليعود ويسقط مجدداً، وتعلن وفاته لاحقاً إثر أزمة قلبية.
كما توفي اللاعب الكرواتي مارن كاشيش (23 عاما) بأزمة قلبية أيضاً أصيب بها داخل الملعب. وقالت مصادر صحفية كرواتية إن اللاعب تم تشخيص حالته بأنه يعاني من قصور في القلب دخل على إثره في غيبوبة حيث حاول الأطباء إنقاذ حياته دون جدوى.
وفي وقت سابق، تابع العالم بقلق حالة لاعب الدنمارك كريستيان إريكسن (29 عاماً) الذي سقط على الأرض أثناء مباراة فريقه أمام فنلندا خلال إحدى مباريات بطولة كأس أوروبا 2020.
وفي أكتوبر من هذا العام، خرج سيرجيو أجويرو من الملعب خلال مباراة برشلونة ضد ألافيس بسبب مشكلة في التنفس، ليتم تشخيصه لاحقًا بأنه يعاني من عدم انتظام ضربات القلب، مما أدى إلى اعتزاله كرة القدم عن عمر يناهز 33 عامًا.
أسئلة حائرة
الحالات السابقة وغيرها جعلت السؤال الكبير يطرح نفسه: لماذا تصيب الأمراض القلبية لاعبي ومدربي كرة القدم بهذه الكثافة؟ وهل لهذه الرياضة والأنشطة المرتبطة بها أي علاقة بالأمر؟
فمن المفترض أن يتمتع اللاعبون بصحة ممتازة ولياقة عالية بشكل عام، كما أنهم يخضعون لفحوصات دورية، ويقوم على وضع برامج تغذيتهم خبراء ومتخصصون في أنظمة التغذية الصحية وتتم متابعة الالتزام بها بشكل يكاد يكون شديد الصرامة لا تهاون فيه.
على الجانب الآخر، يتحدث البعض عن ضغوط نفسية وعصبية شديدة يتحملها الرياضيون سواء خلال التدريبات أو داخل الملاعب، إضافة لاحتمالات التعرض لأحمال قوية خلال التدريبات قد لا يتمكن البعض من تحملها، كما برزت على السطح أيضاً أسئلة تتعلق بالمكملات الغذائية واحتمال أن يكون لها دور في مثل هذه الحوادث الأليمة، بحسب ما نقل موقع نيوز بايتس.
الرياضون الرجال الأكثر تعرضا للخطر
وفقًا لدراسة لمؤسسة القلب الألمانية، فإن هناك ما بين 0.7 و 3.0 حالة وفاة بين 100.000 رياضي سنويًا، بحسب ما نشرت صحيفة برلينر تسايتونغ.
ووفقًا للخبراء، يتأثر الرجال أكثر من النساء. فبحسب بيانات رسمية، فإن 96٪ من الرياضيين المصابين هم من الرجال"، وأن أسباب ذلك مختلفة ومتنوعة، بحسب ما تقول المؤسسة.
وتختلف الأسباب باختلاف عمر المصابين، "ففي الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، تشمل المحفزات المحتملة أمراض عضلة القلب، وصمامات القلب، والشريان الأورطي، والشرايين التاجية".
كما يمكن أن تؤدي التغييرات في المادة الوراثية - على سبيل المثال - إلى تزايد سُمك عضلات البطين الأيسر (اعتلال عضلة القلب التضخمي). ومن الممكن أيضاً أن تكون أمراض البطين الأيمن على وجه الخصوص سببًا للموت القلبي المفاجئ "، وفقاً لمؤسسة القلب الألمانية.
وتفيد الدراسة أيضاً أن "مرض الشريان التاجي" هو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة القلبية المفاجئة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 35 عامًا، حيث يمثل حوالي 80 بالمائة من أسباب الوفاة، حيث تضيق الشرايين التاجية بشكل متزايد بسبب ترسبات من الكوليسترول والكالسيوم، ومع تمزق الأنسجة الضامة في الشرايين وتزايد الترسبات، تتشكل جلطات الدم أحيانًا وتصبح الأوعية الدموية مسدودة تمامًا،"والنتيجة هي نوبة قلبية يمكن أن تترافق مع عدم انتظام ضربات القلب الذي يهدد الحياة".
وحتى الآن لا تزال مسألة وفاة لاعبين في الملاعب قيد البحث والدراسة.