تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ..تم اليوم إطلاق كتاب "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .. سيرة التحول والنهوض" في منارة السعديات بأبوظبي وذلك بحضور مؤلفي الكتاب سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس هيئة اللغة العربية والدكتور خليل الشيخ عضو الهيئة العلمية بجائزة الشيخ زايد للكتاب والأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر الذي قام بإدارة الندوة وتحليل الكتاب مع المؤلفين وعدد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والإعلامية.
كما حضر حفل الإطلاق سعادة الدكتور فهد مطر النيادي مستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع وعبدالله ماجد المدير التنفيذي لدار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي وبعض أعضاء الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ومحمد الشحي الذي تولى الإشراف الفني على الكتاب والفنان محمد مندي الذي خطط الكتاب.
وقال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان في تقديمه للكتاب : جعلت هذه الدراسة من الفروسية بكل ما تنطوي عليه من قيم وأخلاق مفتاح شخصية زايد فنحن عندما نتأمل شخصية زايد نجد سجايا الفارس الذي يتصف بالتسامح وعزة النفس والإباء والتسامي والعدل والمروءة والترفع عن الصغائر ..آملا سموه أن يشكل هذا الكتاب حافزا للباحثين كي يتعمقوا في دراسة مختلف المسائل التي توقف عندها.
ويقع الكتاب في 298 صفحة من القطع الكبير وينقسم إلى ثمانية فصول تسعى في مجموعها لرسم معالم شخصية الشيخ زايد الذي استطاع أن يبني أمة ويصنع تحولا حضاريا جذريا يراه القاصي والداني.
وأشار المؤلفان في تصديرهما للكتاب إلى أن شخصية الشيخ زايد تمثل لحظة التوازن بين الركائز الثابتة والعناصر المتحولة فقد ظل من المتمسكين بالقيم والأخلاق والثوابت كما ظل يدعو على الدوام إلى قيم الصدق والمروءة والإيثار والتراحم والتواد والعدل والإنصاف مثلما كان منفتحا على قيم العصر المتمثلة بالحفاظ على حقوق الإنسان والإيمان بالحرية والتعددية والتسامح ورفض التمييز العنصري لهذا لم يكن للهوية في نظره معطى ثابت كما أنها لم تكن لحظة منغلقة بقدر ما تشكلت بوصفها ثمرة للحظة تفاعل منتج.
وانتجت الطبعة الخاصة لهذا الكتاب في دولة الإمارات وتتميز بأنها ذات ميزات فنية عالية في الطباعة أما لغته فجمعت بين العمق والبساطة لتخاطب في آن معا الدارسين وعامة القراء ولاسيما فئة الشباب مستثمرة جماليات الخط العربي.
والكتاب يغوص عميقا في فكر الشيخ زايد بمنهجية علمية تحليلية تقدم أفكار الشيخ زايد التي جمعت بين الأصالة والحداثة ويتتبع أبرز معالمها وطبيعة تطورها.
ويقارب الكتاب سيرة الشيخ زايد من منظور لحظتي التحول والنهوض وهو منظور جوهري في حياة الشيخ زايد يكاد يختصر حركته في الزمان والمكان ويؤدي إلى الكشف عن منظوره النهضوي الذي تمثل في قدرته على تحرير الطاقة المبدعة للفرد والمجتمع في دولة الإمارات وزيادة فاعليته ويسعى الكتاب إلى تتبع مدارج الترقي في شخصية الشيخ زايد منذ طفولته وشبابه المبكر وكيفية بنائه لوعيه الذي أسهم في إحداث التحول والنهوض.
ويتدرج الكتاب في وصف رحلة الشيخ زايد وصولا إلى مرحلة بناء الدولة مجسدة بذلك رمزا لتحول مجتمعي شامل انتقل فيه المجتمع من حال إلى حال من دون أن يفقد أصالته وظل الشيخ زايد على امتداد رحلته حريصا على ثوابته والإفادة مما عند الآخرين من علم وتقدم لذا لم يستطع التحول أن يغير من جوهر شخصية الراحل الكبير الذي نشأ في بيئة يسكنها الإيمان الذي بقي ملازما لفكرة التقدم عنده فكان يكثر من ترداد قوله تعالى "وما بكم من نعمة فمن الله" مثلما ظلت تجربته الفردية وثيقة الصلة بمجتمعها وهي تحدث التحول وتبني النهضة.