رصد فريق بحثي دولي في جامعة لوبيك الألمانية التغيّر الذي يطرأ على المخ بسبب التبرع وتقديم الهدايا وقال: ارتباط العطاء أو التبرع وحب الخير للآخرين يعمل على تنشيط مراكز في المخ مسؤولة عن السعادة
ربما يكلفك البحث عن هدية لشخص عزيز، المال والوقت والجهد، لكن العائد سيكون أكبر، إذ رصدت دراسة ارتباط العطاء أو التبرع وحب الخير للآخرين بتنشيط مراكز في المخ مسؤولة عن السعادة.
يشعر الإنسان عادة بالسعادة عند الحصول على هدية من شخص ما، لكن من يقدم الهدية يستفيد هو الآخر، إذ إن فعل التهادي أو التبرع بالمال يؤدي لتحفيز أماكن معينة في المخ تزيد مشاعر السعادة.
ورصد فريق بحثي دولي في جامعة لوبيك الألمانية، التغيّر الذي يطرأ على المخ بسبب التبرع وتقديم الهدايا.
وأجرى الباحثون دراستهم على 50 شخصا في سويسرا تم تقسيمهم إلى مجموعتين، قالوا لهم إنهم سيحصلون جميعا على مبلغ مالي معين.
وطلب الباحثون من المجموعة الأولى أن تعد باستخدام المال لشراء هدية معينة لصديق أو للتبرع به.
أما المجموعة الثانية فلم يطلب منهم هذا الطلب. وكان الهدف من هذا الطلب هو تجهيز المخ لفعل العطاء.
ولم يحصل أي شخص على المال، إذ قال الباحثون للمشاركين في الدراسة، إنهم قاموا بتغيير الفكرة وطلبوا منهم المشاركة في تجربة أخرى تتمثل في الموافقة أو الرفض على تقديم هدية لأشخاص مجهولين.
وفي هذه الأثناء رصدوا أنشطة المخ لدى جميع المشاركين، كما طلبوا منهم تسجيل درجة شعورهم بالسعادة خلال جميع مراحل التجربة.
وخلص الباحثون إلى أن المجموعة التي تعهدت بالتبرع بالنقود، اتخذت قرارات أكثر كرما في التجربة التالية، كما أن بياناتهم على مؤشر السعادة كانت أعلى من المجموعة الثانية.
وأكد الباحثون في نتائج دراستهم، التي نشرها موقع "شبيغل" الألماني، أن هناك صلة بين الكرم والعطاء ومشاعر السعادة وكتبوا في نتائج الدراسة: "رصدنا آلية عصبية في المخ، هي السبب وراء هذه المشاعر".
ورصد الباحثون زيادة في نشاط المخ لاسيما في الفص الجداري لدى المجموعة التي تعهدت بالتبرع بالمال، بحسب (DW). كما زاد النشاط في منطقة المخ التي تلعب دورا في زيادة مشاعر الفخر بالذات، وفقا لتقرير لصحيفة "دي فيلت" الألمانية.