أعلنت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة عن اكتشاف أول تعشيش لسلحفاة "ردلي الزيتونية" البحرية في الدولة في خور كلباء في محمية أشجار القرم بالقرب من نزل الرفراف ويعد هذا الكشف الأول من نوعه محلياً .
ويأتي الإعلان عن هذا الكشف بمناسبة اليوم العالمي للسلاحف البحرية الذي يصادف 16 يونيو من كل عام .. فيما أكدت نتيجة المسح أن صغار السلاحف البحرية قد خرجت بنجاح من العش.
وأشار الفحص المورفولوجي للصور إلى أنها سلحفاة ردلي الزيتونية، و أول سجل لتعشيشها في دولة الإمارات، في محمية أشجار القرم في خوركلباء، والتي تبلغ مساحتها 500 هكتار من أشجار القرم العريقة، وتتنوع فيها الحياة الفطرية، و تم إعلانها كمحمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم 27 لسنة 2012 الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .
وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة:" إن هذا الاكتشاف الفريد، يعد إنجازاً جديداً يضاف إلى رصيد إنجازات الهيئة، التي ما كانت لتتحقق لولا دعم ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة وتوجيهاته السديدة التي تشكل نبراس عمل الهيئة في كل وقت".
وأضافت أنه تم إيفاد فريق من الهيئة إلى الموقع لإجراء مسوحات بحثاً عن عش السلحفاة، الذي عادةً ما يمكن تحديد موقعه من خلال تتبع المسار الذي سلكته السلحفاة، وإذا كان الرمل رطباً، يصبح من السهل نسبياً تتبع الحفرة، وحدد الفريق العديد من المسارات في الجزء الأوسط والجزء العلوي من الشاطئ.
من جهته قال سعادة مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير " شروق": "تكلل هذا الاكتشاف بالنجاح بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، بما يعكس جهود الإمارة في تعزيز مكانتها على الخارطة الدولية في الحفاظ على بيئتها الطبيعية الغنية وبنيتها التحتية، ويدعم المساعي الدولية الرامية إلى حماية الحياة البرية والأنواع المهددة بالانقراض وتعزيز الوعي والتغيير البيئي المسؤول".
وأضاف : "حرصت "شروق" منذ تأسيسها العام 2009 على بناء شراكة فاعلة مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالإمارة لتعزيز المبادئ والقيم الراسخة في تراثنا والنابعة من التزامنا بالحفاظ على البيئة، حيث قمنا في هذا الإطار بتطوير عدد من مشروعات السياحة البيئية الرائدة مثل مشروع كلباء للسياحة البيئية ونزل الرفراف، ضمن محفظة "مجموعة الشارقة للضيافة" العلامة التجارية التي أطلقتها "شروق" بإدارة "مسك من شذا"، ويقع هذان المشروعان بالقرب من محمية القرم الطبيعية في كلباء التي تعتبر ملاذاً لمجموعة واسعة من الكائنات والطيور النادرة، وأرضاً خصبةً لتكاثر السلاحف البحرية. " وتابع السركال : "تعكس هذه المشاريع رسالة " شروق" ورؤيتها الرامية إلى حماية تراث الإمارة الغني وطبيعتها المتميزة بالتنوع البيئي، فضلاً عن تقديم تجارب سياحية مسؤولة ومتميزة تتيح للزوار والسياح الاطلاع عن كثب على كنوزها الطبيعية وتعمل على تعزيز وعيهم بأهمية الحفاظ على الحياة البرية لضمان مستقبل أفضل للمجتمع".
وتعتبر السلاحف البحرية ردلي الزيتونية من أصغر انواع السلاحف البحرية، وتزن ما يصل إلى 100 رطل و حوالي قدمين من طول صدفتها، كما تفضل هذه السلاحف المحيط المفتوح، إضافةً إلى أنها تهاجر مئات أو حتى آلاف الأميال كل عام، و من ثم يجتمعون مع بعضهم البعض في مجموعة و ذلك لمرة واحدة في السنة من أجل التعشيش الجماعي، حيث تعود الإناث إلى الشاطئ للتعشيش.
وتتغذى السلاحف البحرية ردلي الزيتونية على مجموعة متنوعة من المواد الغذائية، بما يشمل الطحالب، سرطان البحر، الرخويات، الروبيان، والأسماك، كما تعتبر من أكثر أنواع السلاحف البحرية وفرة في العالم، في حين يندر وجودها في الدولة.
ويرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى شكل صدفتها المميز، والتي يكون لونها بداية باللون الرمادي لحين وصولها سن البلوغ بحيث تصبح خضراء زيتية، وتشير التقديرات إلى أن سلاحف ردلي الزيتونية تعيش لمدة 50 إلى 60 عاماً.
يذكر أنه قد لوحظ في دولة الإمارات، أن نشاط تعشيش السلاحف البحرية يتركز بشكل أساسي في ساحل الخليج العربي، حيث يضم الساحل أيضاً العديد من مناطق التغذية الخاصة بها.
وتسعى هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، باعتبارها السلطة البيئية المختصة في الإمارة، إلى حماية البيئة والمحميات الطبيعية والحياة الفطرية وتنوعها الحيوي، من خلال إجراء الدراسات والبحوث العلمية ووضع الأسس القانونية والإدارية الخاصة بمراقبة التلوث، بالإضافة إلى وضع السياسات المناسبة للتوعية والتثقيف البيئي من خلال نشر الإصدارات التوعوية التثقيفية، وتنفيذ البرامج وإطلاق الحملات المختصة في مجال التوعية والتثقيف البيئي، ودعم مبدأ التنمية المستدامة للحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية، بالإضافة إلى سعيها لتكون المصدر والمرجع الأساسي في إمارة الشارقة للمعلومات البيئية والحياة الفطرية.