سجلت كاميرات شبكة الإمارات الفلكية لرصد الشهب والنيازك، كرة نارية لامعة جداً ظهرت في سماء الإمارات يوم الثلاثاء الماضي (5 مارس)، عند الساعة 7 و40 دقيقة و11 ثانية مساءً بالتوقيت المحلي.
وصرح المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي في أبوظبي، بأنه تم تصوير الكرة النارية من خلال كاميرا فلكية موجودة في محطة رماح، وتم تصويرها كذلك من خلال كاميرا فلكية أخرى في محطة «الوجن»، وحيث إنه تم تصوير الكرة النارية عبر مجموعة كاميرات، فإن هذا يتيح المجال لحساب مسار الكرة النارية عند دخولها الغلاف الجوي الأرض من خلال حساب المثلثات الكروية،. وبعد إجراء الحسابات اللازمة وإدخال اتجاه وسرعة الرياح في طبقات الغلاف الجوي العليا، تبيّن أن الجرم السماوي الذي دخل الغلاف الجوي واحترق مسبباً الكرة النارية عبارة عن جرم يدور حول الشمس على بعد 384 مليون كلم منها، وبميلان مقداره 17 درجة بالنسبة إلى مدار الأرض حول الشمس، وكانت سرعته لدى دخوله الغلاف الجوي تبلغ 67 ألف كيلومتر في الساعة. وأوضح أن الحسابات تشير إلى أنه قد بدء احتراق الكرة النارية على ارتفاع 93 كم من سطح الأرض في المنطقة الواقعة ما بين القوع وأم الزمول، واتجهت الكرة النارية باتجاه الشمال الغربي إلى أن انتهى الاحتراق على ارتفاع 35 كم قريباً من منطقة رزين، وهناك احتمال كبير أن الجرم السماوي لم يحترق بشكل كلي، وأن أجزاء منه وصلت إلى صحراء الإمارات على شكل نيزك، وحيث إنه لا يمكن الجزم بكتلة النيزك، تبين الحسابات أن موقع النيزك المحتمل يقع إلى الشرق قليلاً من مسار الكرة النارية. وذلك بسبب اتجاه الرياح الغربية في ذلك اليوم التي تحرف الجرم أثناء سقوطه، وأقوى الاحتمالات تشير إلى أن النيزك حال وصوله إلى الأرض سقط في المنطقة الواقعة بالقرب من الشارع الترابي أمام منتجع «قرية الليالي العربية»، وتتراوح التقديرات حول كتلة النيزك الذي وصل إلى الأرض ما بين 2 إلى 10 غرامات (بقطر 1 إلى 3 سم)، مع احتمالية قائمة بأن تكون كتلته أكبر من ذلك. هذا، ويدرس المركز إمكانية تشكيل فريق بالتعاون مع الجهات المحلية ذات العلاقة لزيارة الموقع والبحث عن النيزك المحتمل، إذ إن للنيازك قيمة علمية كبيرة، خاصة أن كانت قادمة من القمر أو من كواكب أخرى. يذكر أن شبكة الكاميرات قد تم إنشاؤها من قبل مركز الفلك الدولي في مناطق مختلفة من الإمارات، ويديرها المركز بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وتتكون الشبكة من عدة محطات، وفي كل محطة 16 كاميرا فلكية موجهة نحو السماء، وتقوم بتصوير أي شهاب يظهر في السماء بشكل آلي، ومن ثم تقوم المحطة بإرسال مقاطع الفيديو آلياً إلى المركز الرئيس في أبوظبي.