بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" عضو مجلس دبي، أعلنت دبي للثقافة بالشراكة مع مجموعة "بولغري"، العلامة التجارية الإيطالية الرائدة في عالم المجوهرات والفخامة، عن العمل الفائز في الدورة الأولى من "جائزة بولغري للفن المعاصر" خلال الحفل الذي استضافه الجناح الإيطالي في معرض إكسبو 2020 دبي وسط أجواء احتفالية فنية.
واجتمعت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الحفل مع أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، حيث أطلعت سموها على مسيرة هذه النسخة من الجائزة والأعمال المشاركة، وأثنت على ما بذلته أعضاء لجنة التحكيم من جهود لإنجاح النسخة الحالية من الجائزة، مشيدةً بالخبرات التي يتمتعون بها، وما يحملونه من تاريخ طويل وإنجازات مميزة في ساحات الإبداع محلياً وإقليمياً ودولياً، مؤكدة سموها على حرص الهيئة الدائم على الاستفادة من الطاقات الإبداعية والخبرات العالمية في دعم الإبداع والمبدعين في الدولة وإثراء المشهد الإبداعي في الإمارة.
حضر حفل التكريم سعادة هالة بدري، مدير عام دبي للثقافة، وسعادة جوزيبي فينوشيارو، القنصل العام لإيطاليا في دبي، و وباولو غليسنتي، المفوض العام الإيطالي لإكسبو 2020 دبي، والدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في دبي للثقافة"، وجان كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لمجموعة بولغري، ولوسيا بوسكايني، مسؤول عن العلامة التجارية والتراث في بولغري.
وفي هذه المناسبة، هنأ الدكتور خرباش المرشحين الثلاثة في القائمة النهائية، متمنياً لهم مزيداً من النجاحات في المستقبل، وأن تلهم إنجازاتهم المواهب في جميع أنحاء الدولة للإبداع والابتكار. وأكد على أن رعاية "دبي للثقافة" لهذه الجائزة تترجم حرص الهيئة على دعم جميع المبادرات التي تسهم في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، وتضيف بصمة جمالية إلى المشهد الفني والثقافي المشرق في الإمارة. مضيفاً: "نتطلع من خلال دعمنا للجائزة أيضاً إلى رفد المبدعين وإلهامهم، وتحفيز طاقاتهم ورعايتهم لمواصلة مشاريعهم الإبداعية، وهو ما يعكس جوهر رؤيتنا في ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب".
من جهته، قال جان كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لمجموعة بولغري: "يسعدنا في "بولغري" أن نكون مصدر إلهام لهؤلاء الفنانين الموهوبين الذين عبّر كل واحد منهم عن إبداعه اللامحدود بطريقة مميزة للغاية. إن الفن اللغة الأكثر عالمية بامتياز لأنه قادر على ربط الناس بالجمال والمشاعر الوجدانية. لقد مثّلت دبي للثقافة شريكاً مثالياً لنا من أجل تعزيز مفهوم الحوار الثقافي بين الناس من مختلف الأجيال".
وكانت لجنة من ثلاثة خبراء ضمت جوسيبي موسكاتللو ونجوم الغانم وباتريشيا ميلنز، قد زارت خلال الشهر الجاري المعرض الذي أقيم للاحتفاء بجميع الأعمال المشاركة للتنافس على الجائزة خلال الفترة من 3 حتى 8 فبراير في معرض " فان دي جودنبرج" في مركز دبي المالي العالمي. ومن بين 15 عملاً فنياً اختارت اللجنة ثلاثة أعمال للتنافس ضمن القائمة النهائية لكل من الفنان الإماراتي جمعة الحاج، والفنان الأردني المقيم في دبي كمال الزعبي، والفنان الإيراني الأمريكي المقيم في دبي نيما نبافي؛ ليتم بعدها اختيار العمل الفائز من قبل لجنة التحكيم.
وضمت لجنة التحكيم كل من الأستاذ الجامعي والمستشار الثقافي والمدير الفني والمشرف على الجناح الإيطالي في "إكسبو 2020 دبي" دافيد رامبيلو، والمؤلفة الإيطالية الأمريكية ومديرة متحف "كاستيللو دي ريفولي للفن المعاصر" في تورنتو كارولين كريستوف باكارجيف، و"هو هانرو"، المدير الفني لماكسي (المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين، روما، إيطاليا)، والفنان الإماراتي المبدع مطر بن لاحج، فضلاً عن هالة بدري، مدير عام "دبي للثقافة"، وجان كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لمجموعة بولغري، ولوسيا بوسكايني، مسؤول عن العلامة التجارية والتراث في بولغري، ومنتجة الأفلام الإيطالية ورئيسة "Fondazione In Between Art Film" بياتريس بولغري.
وعقب الكلمات الافتتاحية للحفل، تم عرض فيديو للأعمال المرشحّة للفوز، تلاه حفل موسيقي للفنانة الإيطالية ليندا بيوفانو والفنانة والعازفة الإماراتية إلهام المرزوقي. ثم تم الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة التي حصدها الفنان الإيراني نيما نبافي.
وتسلّم نبافي درع الجائزة الذي يحتفي بالحوار الجمالي والثقافي بين مدينتي روما ودبي من خلال الجمع بين الصورة الظلية المستوحاة من روعة تصاميم مداخل وواجهات متاجر "بولغري" الفخمة، والزخارف المعمارية البديعة المستقاة من أصالة حي الفهيدي التاريخي وحي الشندغة في دبي. الدرع من تصميم المصمّمة الإماراتية كاملة العلماء وإنتاج ستوديو "أساطير " الإماراتي المتخصص في المنتجات المعاصرة التي تحتفي بالتراث الإماراتي الغني.
واستُخدمت في صناعة الدرع مواد ذات رمزية ثقافية مهمة؛ حيث صُنع إطاره من الأخشاب الغنية لشجرة الغاف، وهي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتشكل رمزاً للتراث والمثابرة. كما يتميّز التصميم بزخارف أصيلة مطعَّمة بموتيفات "أم اللؤلؤ" والنحاس.
وعبّر الفنان نبافي عن سعادته الغامرة بالفوز، وتوجه بالشكر إلى "دبي للثقافة" و"بولغري" لإتاحة هذا الفرصة له لمشاركة فنّه ورؤاه. كما تقدّم بعميق الامتنان للخبراء ولجنة التحكيم على اختيار عمله للفوز بالجائزة. وقال نبافي: "لا شك إنني أشعر بسعادة غامرة للفوز بجائزة بولغري للفن المعاصر. إن الفوز بهذه الجائزة في المدينة التي نشأت فيها، وأن أكون جزءًا من إكسبو 2020 دبي والحوار الثقافي الدائر في دبي يعني لي الكثير. لقد ألهمني ماضي دبي وأسهم فيما وصلت إليه، وأنا الآن متحمس للمشاركة مع المبدعين من الإمارات والعالم في نهضتها الثقافية والفنية. فقد حاولت أن أعكس في عملي الفني موضوع الجائزة "الجمال يربط الناس". أردت إظهار مزيج من الألوان ونقاط التواصل من خلال الخطوط المتقاطعة، وخلق الكثير من التعقيد والعمق الذي من شأنه أن يجذب الناس هنا، ويمنح شعورًا بالسلام والوئام والقوة والترابط من خلال التواصل.
وسيُعرض العمل الفائز في الجناح الإيطالي في إكسبو 2020 دبي، كما ستتاح للفنان صاحب العمل فرصة زيارة مدينة روما في رحلة مدتها أسبوع لزيارة عالم "بولغري"، بما في ذلك تذوّق جمال مجواهرات بولغري بتراكيبها اللونية الغنية، وزيارة متحف "دومفس أفريا" في المتجر الرئيسي للدار في روما، والمشاركة في ورش عمل مع مصمميّ بولغري، فضلاً عن جولات حصرية في المواقع التاريخية والثقافية المرتبطة بشكل خاص بمبادرات الدعم والرعاية التي تطلقها "بولغري" وبمصادر إلهامها. إلى جانب ذلك، سيُعرض العمل الفائز في مواقع وفعاليات خاصة بدبي للثقافة و"بولغري".
وكانت "جائزة بولغري للفن المعاصر" قد فتحت الباب في يوليو الماضي أمام الفنانين الإماراتيين والمقيمين تقديم أعمال تتناول موضوع الجائزة؛ وهو "الجمال يجمع الناس"، من خلال التعبير بشكل خلّاق عن كيفية تواصل الناس جماليًا، وإبراز الحوار الذي يجمع بين مدن مثل دبي وروما عبر الموروث الفني والإبداعي الملهم للمدينتين.