قدمت فعالية "المغرب في أبوظبي"، التي تعتبر جسر محبة وتواصل وتبادل حضاري وثقافي بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، عرضا حصريا لمسرحية "بنات لالة منانة"، أمتع أكثر من 300 شخص بالمسرح المغربي وموروثه الثقافي والفني والأدبي والتاريخي.
وأدى نخبة من الممثلين المسرحيين بإبداع فني مسرحية "بنات لالة منانة" المستوحاة من نص القصة الشهيرة "بيت بيرناردا ألبا" للشاعر الإسباني فيديريكو غارثيا لوركا،والتي تحكي معاناة أربع فتيات لكل منهن طريقتها في الحياة، يحلمن بحياة أكثر حرية وانفتاح.
وتسمية "لالة"، حسب اللهجة المغربية تعني "السيدة الموقرة"، وتتناول المسرحية الكوميدية قصة الفتيات الأربع مع أمهن المتسلطة في أسرة ريفية تعيش في منطقة شفشاون شمالي المغرب، وتصور عالم لفتيات وما يعصف بهن من أفكار الإحباط والتمرد على سلطة أمهن التي تطلب منهن غلق الأبواب والنوافذ وإسدال الستائر، والامتناع عن الخروج ومقابلة الرجال بعد موت أبيهن، فتغرق كل واحدة منهن في خيالها الواسع، وهي ترسم صورة لفارس أحلامها، الذي سيخترق عالم عزلتها، وقد قدم العرض بإطار كوميدي مضحك، بالرغم من المعاناة التي تعلو وجوه الممثلات وهن يؤدين أدوارهن.
ورغم أن الأم تحاول أن تشغلهن بالتطريز وغزل الصوف، إلا أن كل ذلك لا يملأ فراغ يومهن، وتشاطرهن الخادمة الوحدة والكآبة، وحالما تسمع الأخوات بخطبة أختهن الكبرى لشاب وسيم، حتى يبدأ الصراع بين الأخوات للحصول على هذا الرجل بأي ثمن بجعله يتخلى عن أختهن، وكل واحدة منهن تطمح إلى الحصول عليه لنفسها.
واستطاعت بطلات المسرحية ذاتها الحفاظ على تواجدها في السلسلة المعروضة تلفزيونيا، متمثلة في كل من السعدية أزكون في دور لالة منانة " الأم"، وسامية أقريو في دور شامه، ونورة السقلي في دور باهية والسعدية لاديب في دور رحيمو، ونادية العلمي في دور ماريا، وهند السعديدي في دور السعدية، ومريم الزعيمي في دور جميلة، وياسين أحجام في دور عماد.
ولا يزال الفن المسرحي المغربي يتمتع بحضور قوي، فهو ضارب في القدم، ويمثل السلوك اليومي المعيشي لسكان المغرب، ومنه أصبح المسرحيون المغاربة يستمدون موضوعاتهم.
وكتب نص المسرحية نورة السقالي، وأخرجتها، سامية أقريو، وأعدت الملابس والموسيقى والسينوغرافيا، رفيقة بن ميمون، وأشرفت على الحوار والنصوص، حسناء معنوي، وعلى إدارة الخشبة، رفيقة ولد الجبلي، وعلى تصميم الإضاءة، رضا العبدلاوي.
يشار إلى أن أنشطة فعالية "المغرب في أبوظبي" تستمر بأجواء تراثية أخوية ستترك لزوارها أثرا طيبا وستنعش ذاكرتهم وتثري خيالهم ومخزونهم المعرفي، خاصة وأن أنشطتها تتنوع ما بين الثقافية والفنية والتاريخية، ومجموعة من التحف والآثار القديمة، وذلك حتى 30 إبريل 2019 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.