كشفت دراسة حديثة أن الأطفال المولودين في فرنسا من مهاجرين قادمين من دول شمال أفريقيا يواجهون خطر الوفاة المبكرة، وفق ما ذكر موقع "ويست فرانس".
وأوضح المصدر أن باحثين من المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية في باريس توصلوا إلى أن أبناء المهاجرين القادمين من دول مثل المغرب أو تونس أو الجزائر يموتون بشكل مبكر مقارنة مع أبناء جيلهم.
وتابع أن أطفال المهاجرين بصفة عامة يمثلون 11 في المئة من عدد سكان فرنسا، مضيفا "أبناء الجالية المغاربية في فرنسا غالبا ما يعيشون في الضواحي ويتعرضون لمشاكل كثيرة، مثل التمييز والعنصرية والبطالة".
وفي هذا الصدد، قال مدير الأبحاث في المعهد المذكور سلفا، ميشيل غيوو "عدم إتاحة فرص الشغل وفرص الاندماج في الحياة لهؤلاء الشباب يؤدي إلى مخاطر عدة، مثل التسول أو السرقة أو النصب أو إدمان الكحول والمخدرات.. هذه واحدة من الفرضيات التي طرحناها رفقة الباحثين لمعرفة سبب وفاتهم المبكرة".
وإجابة عن سؤال حول العلاقة بين قلة الفرص والوفاة المبكرة، ذكر غيوو في حوار مع "ويست فرانس"، أن الحاجة لتحقيق الذات والتقدير من الأمور التي تطرق لها هرم الاحتياجات الشهير للعالم أبراهام ماسلو، مضيفا "للشعور بالمكانة الاجتماعية المرموقة والإحساس باحترام الآخرين، يتمنى الإنسان الحصول على وظيفة عمل، وبالتالي فإن عدم تحقيق هذه الحاجة يخلف تدمرا في نفسية الإنسان، وهذا ما يحصل مع عدد كبير من أبناء الجالية المغاربية".
وتابع "إذن، هذا التذمر يترجم إلى سلوكيات خطيرة غالبا ما تكون سببا في إنهاء حياة الشاب في عمر مبكر".
وتشير الدراسة الحديثة إلى أن النتائج لا ترتبط بأشخاص في رقعة جغرافية معينة في فرنسا، لكنها أوضحت أن الوفيات المبكرة في صفوف الشباب ارتفعت بشكل كبير، خلال الفترة الأخيرة، في الضواحي الشمالية للبلاد.
في المقابل، كشفت الدراسة ذاتها أن أبناء المهاجرين القادمين من دول جنوب أوروبا، مثل إسبانيا أو إيطاليا أو البرتغال، يعيشون حياة أفضل.
وقال غييو "كشفت نتائجنا أن هؤلاء الأطفال يستمتعون بحياتهم ويملكون أصدقاء وعائلة وفرص للعمل، وبالتالي يستفيدون من الاندماج المهني والاجتماعي".